بعد أن تسربت إلى لبنان.. مخاوف من فقدان المنظفات والمعقمات في أسواق دمشق


مع استمرار إنكار حكومة "نظام الأسد" وجود أي حالة مصابة بوباء "كورونا"، أعلنت موخراً سلسلة من إجراءات الوقاية، أبرزها تعليق الدوام في الجامعات والمدارس والمعاهد العامة والخاصة وتعليق نسبة العاملين في القطاع العام إلى 40% وتخفيض ساعات العمل، وتجميد الأنشطة العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية، تزامناً مع أنباء غير رسمية متداولة بين عامة الناس تؤشر لوجود إصابات بالفيروس، مع ما نشرته صحيفة "DAWN" الباكستانية حول اكتشاف ستة مصابين وافدين من سوريا.

وفرضت الإجراءات الاحترازية حالة من الرعب بين قاطني العاصمة، ما دفع السكان للعمل على وقاية أنفسهم بمجهودٍ شخصي.

الصيدليات ومتاجر المنظفات كانت قبلة السكان خلال الأيام القليلة الماضية، وزادت المبيعات بنسبة كبيرة في كافة نقاط البيع، الأمر الذي انتهزه التجار وباعة المفرق ليرفوا أسعارهم بنسبة تتجاوز في بعض الأحيان 100%.

السيدة "فاتن" التي تقطن في حي الزاهرة فوجئت بالأسعار الجديدة، إذ كانت تشتري لأطفالها معقمات من نوع "تاتش"، وطلب الصيلاني سعر العبوة الصغيرة الواحدة 600 ليرة سورية بعد أن كان سعرها الأسبوع الماضي بين 250 و 300 ليرة بحسب ما قالت لـ "اقتصاد".

وعن الكمامات أكّدت أنّ بعض الصيادلة يمتنعون عن بيعها بذريعة أنّها مفقودة، وعند إصرار الزبون قد يصل سعر الواحدة منها إلى 4000 ليرة سورية بعد أن كان آخر سعر لها بين 300 و500 ليرة.

أمّا السيدة "وداد" التي تقطن في حي المزة، فلا تؤمن كثيراً بالإجراءات الوقائية، لكنها وبسبب ضجيج الناس من حولها وذعرهم غير المبرر، كما تقول، لجأت إلى متجر لبيع المنظفات، وهي الأخرى تلقت صدمة كبيرة جراء الأسعار، فمواد الصابون والشامبو والكلور والفلاش جميعها ارتفعت بنسبة بين 80 و90%، أي سعر قطعة الصابون الواحدة بلغ 500 ليرة، وذاتها كانت منذ أيام بسعر بين 200 و 300 ليرة، وأصبح سعر عبوة الكلور سعة ليتر بنحو 1000 ليرة بارتفاع 40% عن سعرها في الأيام الماضية.

وأضافت لـ "اقتصاد" أنّ مستلزمات الوقاية من العدوى تُحمّل الناس ما لا طاقة لهم به، وهم بالكاد يستطيعون تأمين قوت يومهم بصعوبة بالغة.

ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، أرجعه الصيدلاني "فؤاد"، صاحب صيدلية في منطقة القدم، إلى الحصار الاقتصادي المفروض على نظام الأسد والذي فرض شحاً كبيراً في المواد الأولية التي تستخدم في الصناعات الدوائية ومنها زمر تقوية جهاز المناعة، وبالتالي فإنّ أي منتج يتم نفاذه حالياً جراء عمليات الشراء الكثيفة لا يمكن تأمينه بسهولة، وهذا السبب الرئيسي لوصول سعر ليتر الكحول الطبي إلى ما بين 3500 و4000 ليرة سورية.

"محمد" صاحب متجر لبيع مواد التنظيف في حي الميدان أكّد لـ "اقتصاد" أنّ ظاهرة تهريب المنظفات إلى الدول المجاورة لا سيما منها لبنان، نشطت منذ الإعلان عن انتشار فيروس كورونا، ما أفقد السوق المحلي مئات الأطنان منها، حيث لم يتوقع التجار تفاعل السكان مع ظواهر الوقاية بشكلٍ جدّي كما يحدث الآن.

 ويُحذّر "محمد" من فقدان المنظفات من السوق، بشكل قريب، بسبب افتقاد المصانع للمواد الأولية وضيق الوقت لتأمين منتجات يدوية بديلة، ويُشير إلى أنّ أكثر المنتجات الموجودة حالياً في الأسواق مزورة وأغلبها لا يخضع للمعايير.

ترك تعليق

التعليق