ما تأثيرات انتشار فيروس كورونا على السوريين في مصر؟


مثل كل دول العالم التي وصلتها جائحة فيروس كورونا (covid-19)، اتخذت الحكومة المصرية مجموعة قرارات للحد من انتشار الفيروس، كما اتخذت مفوضية اللاجئين في مصر والمنظمات الشريكة لها أيضاً عدة قرارات احترازية تتماشى مع إرشادات منظمة الصحة العالمية، وتضمن الحد من انتشار الفيروس.

وفي هذا التقرير يستعرض "اقتصاد" أبرز القرارات التي تهم السوريين المقيمين في مصر، وكذلك يرصد تأثير انتشار الفيروس على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية.

أبرز القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية

إضافة لما يتعلق بالوضع الصحي وحملات التوعية التي قامت بها وزارة الصحة المصرية، اتخذت الحكومة المصرية عدة قرارات وقد حدثنا عنها المحامي المصري عصام حامد بالقول: "حتى الآن يعتبر انتشار فيروس كورونا في مصر في حدوده الدنيا، وأعتقد أن الحكومة المصرية تتعامل باحترافية وجدية كبيرة في هذا الملف، فقد اتخذت عدة قرارات احترازية في هذا الجانب أهمها: -  قرار بإغلاق عدد من المنشآت الرياضية والترفيهية والتجارية والمطاعم والمقاهي والمراكز التجارية، من السابعة مساء وحتى السادسة صباحاً، إلى غاية نهاية شهر آذار/مارس الجاري، و قرار الإغلاق لا يشمل خدمات توصيل الطلبات للمنازل ومحال السلع الغذائية والصيدليات، سواء بالمراكز التجارية أو خارجها.
- تعليق حركة الطيران في كافة المطارات المصرية، اعتباراً من الخميس 19 آذار/مارس وحتى نهاية شهر آذار/ مارس الجاري.
- تعليق دوام المدارس والجامعات لمدة أسبوعين ابتداء من  15 آذار/ مارس وحتى  نهاية شهر آذار/ مارس الجاري، كذلك صدر بيان من وزارة التربية والتعليم بخصوص الطرق المختلفة التي سيؤدي من خلالها طلاب كافة المراحل التعليمية امتحانات نهاية العام، فطلاب رياض الأطفال، والصفين الأول والثاني الابتدائي، يقوم معلمو هؤلاء الطلاب بإعداد تقارير أداء للطلاب، أما الطلاب من الصف الثالث الابتدائي إلى الصف الثاني الإعدادي لن يتم إجراء امتحانات لهم في نهاية العام الدراسي الحالي والاكتفاء بعمل بحث (مشروع) لكل مادة على المنصة الإلكترونية التابعة للوزارة، وبالنسبة لطلاب الشهادات العامة (الثالث الإعدادي والثالث الثانوي) والدبلومات الفنية، سيتم إجراء امتحان نهاية العام الدراسي الحالي في موعده، وسيتم إجراء امتحان نهاية العام الدراسي للصفين الأول والثاني الثانوي على التابلت من المنزل وسيتم تصحيحه إلكترونياً، وإرسال نتيجة الامتحان للطلاب.
- كذلك قرار تأجيل كافة الدعاوى المنظورة أمام المحاكم بأنواعها حتى نهاية شهر آذار/ مارس، دون حضور أطراف التداعي (وعدم شطب أي دعوى)، مع استمرار العمل الإداري بالمحاكم لتلبية الطلبات خلال مواعيدها المقررة قانوناً".

قرارات مفوضية اللاجئين

يستكمل حامد حديثه بالقول: "تماشياً  مع القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات المصرية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19) اتخذت مفوضية اللاجئين في مصر عدة إجراءات أهمها: -تقليص أنشطتها وتأجيل معظم المقابلات في الفترة من 16 حتى 26 آذار/ مارس 2020،- يتم التعامل مع جميع الحالات التي تتلقى خدمات الحماية والاستقبال والاستشارة من خلال الهواتف ورسائل البريد الإلكتروني وخط مساعدة المفوضية في القاهرة الكبرى والمحافظات الأخرى على الرقم 20227285699 وفي الإسكندرية ومحافظات الوجه البحري على الرقم 20225990800 أو إرسال رسالة الكترونية على [email protected] . – وفيما يتعلق بالتقدم بطلب الحصول على إقامة لجوء في مجمع العباسية في القاهرة فقد تم تعليق العمل في المكتب المختص في المجمع من تاريخ 18 آذار/ مارس، ويستأنف عمله من جديد بتاريخ 29 آذار/مارس".

تأثير انتشار مرض كورونا على السوريين اجتماعياً واقتصادياً

سادت في البداية حالة من الخوف والقلق واضحة على مجموعات التواصل الاجتماعي الخاصة بالسوريين في مصر، عبروا عنها بمنشورات مكثفة على موقع "فيسبوك" الاجتماعي ولكنها ما لبثت أن تحولت الى منشورات توعية طبية وصحية.

وقد التقى "اقتصاد" بالسيدة وفاء والتي تقيم في مدينة نصر وقد حدثتنا عن الجانب الاجتماعي لتأثير انتشار الفيروس بالقول: "في البداية لم يكن قسم كبير منا يعتقد بخطورة المرض، ولكن يوماً بعد آخر ومع سرعة تناقل الأخبار انتقلنا إلى مرحلة خوف من المرض وانتشاره، ولكن مع القرارات الحكومية شعرنا بالأمان أكثر، وفعلاً بدأ قسم كبير من المصريين والسوريين باتخاذ إجراءات وقائية، وقلّت الزيارات الاجتماعية ومغادرة المنزل الا للضرورة، ومن محاسن هذا الوباء ربما ما شهدناه من منشورات لسوريين في عدة مدن مصرية تتضمن مبادرات اجتماعية فردية لمساعدة أي شخص سوري يحتاج للمساعدة في شراء الحاجيات، وتوصيلها، وكذلك مبادرات أخرى عن استعدادهم للقيام بأي عمل تطوعي يطلب منهم من الجهات الحكومية المحلية أو الطبية".

وتستطرد وفاء بالقول: "هذه المبادرات تترك أثراً اجتماعياً هاماً بين السوريين والمصريين على حد سواء، وما لاحظته خلال الأسبوع الماضي هو توافر كافة المواد في الأسواق والصيدليات، سواء المواد الغذائية أو المعقمات أو الماسكات، جمعيها متوفرة وبكثرة وبدون أي زيادة بالأسعار".

ولمعرفة التأثير في الجانب الاقتصادي التقى "اقتصاد" بالسيد خالد محمد، وهو صاحب شركة تصنيع ألبسة ومحل ألبسة في مدينة السادس من أكتوبر، وقد حدثنا: "لاشك بأن حالة الخوف لدى الناس أثرت كثيراً على الجانب الاقتصادي، وبخاصة مع توجه معظم الناس إلى شراء المواد الغذائية والطبية ومواد التعقيم والمنظفات، وما تبقى من مصالح تجارية وحركة أسواق تراجع عملها إلى أكثر من النصف تقريباً وبخاصة محلات الألبسة، والمطاعم تراها شبه خالية في منظر أراه للمرة الأولى في مدينة أكتوبر".

ويختم محدثنا بالقول: "بحكم اطلاعي ومتابعتي للآن لم يتم الاستغناء عن عمال من قبل أصحاب المعامل أو المحلات والمطاعم. ونأمل أن تنتهي هذه الأزمة سريعاً حتى لا نصل لهذه المرحلة، وبخاصة أن هذه الأزمة عالمية ونخشى أن يستمر ركود الأسواق العالمية وأن تتوقف حركة التصدير التي نعتمد عليها بشكل كبير لمنتجات المعامل والمصانع وما قد يحمله من تأثيرات على العمال وأصحاب العمل".

ترك تعليق

التعليق