بالصور: منظمات محلية تسبق "الصحة العالمية" في الوقاية من "كورونا" بشمال سوريا


أطلقت عدّة منظمات سورية محلية حملات وقائية واسعة لإجراء اختبارات الكشف المبكر عن فيروس كورونا ومنع وصوله إلى المناطق المحررة في شمال سوريا.

تضمنت الأنشطة تعقيم المدارس والمراكز الصحية والمساجد والمراكز الثقافية ومباني المؤسسات الخدمية الرسمية، إضافةً إلى تدريب كوادر مسعفين مختصين للتعامل مع الحالات المحتملة وتأمين المصابين وآليات التعقيم مع تطبيق للسيناريوهات العملية المحتملة، وحملات توعية حول الإجراءات الذاتية لمكافحة الفيروس في كافة مناطق الشمال السوري بما فيها المخيمات.


"رائد الصالح" مدير منظمة الدفاع المدني السوري أكّد لـ "اقتصاد" إطلاق المنظمة حملة واسعة جداً بالتعاون مع المؤسسات الصحية المحلية تشمل التعريف بالوباء والتوعية حول الإجراءات الاحترازية والتعقيم، بدأت يوم الأربعاء بتعقيم المدارس والمؤسسات الرسمية في مدينة عفرين، وستمتد لتشمل كل المناطق المحررة بوقت قريب.


بدوره، فريق "ملهم" التطوعي يمارس إجراءات السلامة الأولية ويقوم بكشف المسافرين والتوعية في المخيمات، حول احتمالات تفشي الوباء. ويرى ناصر اسماعيل، مدير نقطة طبية في الفريق، أنّ احتمالات تفشي الوباء في الشمال المحرر، ضئيلة جداً، بسبب عدم احتكاك قاطني المناطق المحررة بشكل مباشر مع أشخاص من خارجها. لكنه يتخوف من احتمالية انتقال العدوى عبر المواد الغذائية مجهولة المصدر، إذ ليست بالضرورة أن تكون خاضعة للمعايير والمراقبة.


وحول سبل المواجهة الذاتية يعتبر أنّ حملات التوعية والإجراءات الجدية نقلت القاطنين من التفاعل مع الأمر باستهتار إلى البدء بتطبيق تعليمات السلامة لتجنب العدوى حتى وإن كانوا يعيشون في المخيمات المكتظة بالسكان، إذ ارتفعت درجة الوعي والإدراك لا سيما في العائلات التي لديها اطفال، مشيراً بأنّ جهد فريقهم يعد كثيفاً في مناطق المخيمات بكافة الجوانب "الكشف والتوعية"، كما نوّه إلى تجهيز مراكز حجر صحي في العديد من المناطق مثل مدن إدلب واعزاز.


منظمة "بنفسج" أعدّت خطة طوارئ واستجابة عاجلة لمنع انتشار الوباء ووضعت خطة واضحة لفرق الصحة المجتمعية والحماية لزيارة مراكز التجمعات السكانية ودور الإيوء المؤقتة والمخيمات بهدف نشر الوعي الصحي من خلال توزيع برشورات وحقائب نظافة مثل معقم أيدي وصابون وبرشور، واستخدمت أساليب تفاعلية كالمسرح وألعاب تحدي تنظيف اليدين لإيصال رسائل الوقاية الذاتية للأطفال.


وسيم باكير، "منسق "طبي ميداني" في منظمة "بنفسج"، أكّد تخصيص خمسة سيارات إسعاف مجهزة بكوادر مدربة في التعامل مع المصابين، وثلاثة فرق لتعقيم مراكز الإيواء والمساجد والمخيمات في إدلب، ومعقمات وصناديق الحماية الشخصية للعاملين الصحيين، ومخيم حجر مجتمعي يضم خمسين خيمة ويتسع لـ 200 شخص، كما يتم العمل على فكرة المباعدة الاجتماعية من خلال المتطوعين وبعض الشخصيات المفتاحية بهدف إبقاء الناس في بيوتها وعدم خروجها للشارع في حال تفشى الوباء.


الحكومة السورية المؤقتة اتخذت عدّة إجراءات أبرزها تعليق العملية التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات والأنشطة الرياضية ومنع مرور المسافرين من المعابر مع الجانب التركي وإغلاق المعابر بين المعارضة السورية والنظام وقوات سوريا الديمقراطية، وأنشأت مديرية الصحة في منطقة عفرين نقطتي فحص في معبر دبر بلوط تجاه ادلب، ومعبر الغزاوية تجاه ريف حلب الشمالي الغربي.


يذكر أنّ منظمة الصحة العالمية أعلنت مطلع الأسبوع الماضي نيتها بدء إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس في شمال سوريا، مُبديةً قلقها البالغ من انتقال الفيروس إلى منطقة دمرت فيها الحرب الدائرة منذ فترة طويلة النظام الصحي، حيث أنّ أغلب النقاط الطبية منهمكة بعلاج جرحى الحرب الذين تعرضوا للإصابات جراء قصف طائرات نظام الأسد وروسيا الذي طال كافة مناطق ادلب وريف حلب الغربي قبل إعلان ملحق اتفاق سوتشي مطلع الشهر الحالي.


ترك تعليق

التعليق