معارك إدلب تحفز النشاط العمراني في اعزاز


عندما هرب "سمير" بأسرته خوفاً من القصف الذي تعرضت له مدينة أريحا، جنوبي إدلب، لجأ إلى مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي. الأمان الذي تعيش فيه المدينة والخدمات الجيدة حفزاه على البحث عن منزل بالأجرة، بينما تشهد المدينة نشاطاً عمرانياً مكثفاً عقب موجات النزوح التي جرت من إدلب إثر احتدام القتال باتجاه طريق ترانزيت دولي (دمشق-حلب).

ينهمك "أبو سعدو" بتجهيز شقتين في بناء مطل على سوق مدينة اعزاز، بينما يبحث عن مستأجر للشقتين. ومثل أبو سعدو، يلجأ العشرات من أصحاب المنازل الفارغة لتجهيز بيوتهم، حيث يسعى الجميع لجني المال عبر تأجير منازلهم بعد تجهيزها جيداً.

يقول "أبو سعدو" لـ "اقتصاد": "يوجد أشخاص كثيرون يبحثون عن منازل للسكن.. جهزت شقتين بعد أن رصفت الأرضية وطليت الجدران وأصلحت النوافذ والآن أنتظر المستأجرين".

بيت بـ 250 دولار شهرياً

لا تتوفر شقق صالحة للسكن في اعزاز بأقل من 150 دولار -وفق بحث مكثف قام به مراسل "اقتصاد"- في حين عرضت شقق مفروشة بمبلغ 250 دولار شهرياً.

ويصر معظم المؤجرين على تقاضي أجرة ستة أشهر مسبقاً وهو ما عرضهم لانتقاد المستأجرين.

وبينما يقول البعض إن هذه المبالغ التي يدفعها الوافدون للحصول على منازل بالأجرة الشهرية عادية مقارنة بالأسعار في المناطق الأخرى التي تعتبر آمنة مثل الباب ومارع وجرابلس والمناطق الحدودية في إدلب، يقول آخرون إنها "كبيرة جداً" مقارنة بحجم الدخل المادي للفرد في آخر جيب يخضع لسيطرة قوات المعارضة في سوريا.

وقال "سمير" لـ "اقتصاد": "وجدت شقة جديدة وجميلة في مكان ممتاز وسط المدينة لكني اضطررت لدفع مبلغ 1000 دولار مسبقاً عن ستة أشهر".

وتابع: "كنت مضطراً بسبب نزوحي من أريحا وقد دفعت المبلغ بشيء من الحسرة".

وقال "محمد" وهو مستأجر من إدلب استقر في اعزاز، لـ "اقتصاد": "المنطقة مخدمة جيداً.. كهرباء تركية واتصالات وماء وأمان.. الإيجارات ارتفعت في كافة المناطق المماثلة. لذلك؛ لا يمكن انتقاد اعزاز عن سواها من المناطق طالما أن الارتفاع عام".

شقق متوفرة

قال "أبو قدور" الذي يمتلك مكتب عقارات وسط المدينة إن الشقق المعروضة للإيجار الشهري وكل ستة أشهر معروضة بكثرة.

وتابع لـ "اقتصاد": "الجميع يحاول الاستثمار في تأجير المنازل.. البعض ممن يمتلك بيتين أو ثلاثة يجلس في أحدها ويؤجر الباقي بعد إجراء بعض الترميمات.. كما أن هناك شقق حديثة البناء متوفرة للتأجير".


(الصورة المرفقة للمجلس المحلي في اعزاز)

ترك تعليق

التعليق