نفوق جماعي للأبقار في قرية بريف جبلة وخسائر بالملايين


استفاق أهالي قرية حوران البودي، يوم الأحد، على خبر نفوق أكثر من 12 رأساً من البقر، والعدد مرشح للزيادة في القرية وغيرها من القرى المجاورة، التابعة لمدينة جبلة بريف اللاذقية.

وبحسب ما نشرت صفحة "شبكة أخبار جبلة" الموالية، نقلاً عن رسالة لأحد متابعيها واسمه جهاد علي البودي، فإن سبب نفوق الأبقار هو تلقيحها بلقاح فاسد حيث قام أحد الأطباء البيطريين في وحدة سيانو بتليقح الأبقار بلقاح فاسد قام باستلامه من الوحدة البيطرية في جبلة، الأمر الذي أدى إلى إصابة كافة الأبقار في القرية بالمرض والنفوق.

وطالب "البودي" في رسالته وزير الزراعة ومحافظ اللاذقية بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين وتعويض المتضررين من أصحاب الأبقار النافقة مرفقاً رسالته بعريضة موقعة من عدد من مربي الأبقار المتضررين، الذين قُدرت خسائرهم بعشرات الملايين من الليرات السورية.

تعليقات المتابعين لرسالة "البودي" أكدت ما ورد فيها، مستشهدين بحالات إصابة للأبقار بأمراض غريبة ونقوقها في عدد من القرى في ريف جبلة، منها قرية عين شقاق، وعرب الملك، وقرية البرجان، بعد إعطائها اللقاح.

فيما تباينت آراء بعض المتابعين، فقد أشار بعضهم إلى أن نفوق الأبقار ليس فقط في حوران البودي وإنما في ريف مدينة جبلة كاملاً، متحدثين عن خسائر بملايين الليرات لأصحاب تلك الأبقار التي أصيبت بمرض جدري البقر مطالبين النظام بتعويضهم عن خسائرهم، مشتكين من سوء الطب البيطري في المحافظة وارتفاع أسعار الأدوية والأعلاف.

وفي تعليق على المنشور، قال أحد الأشخاص مدعياً أنه طبيب بيطري، ونافياً أي علاقة للقاح، وحتى لو كان فاسداً، بنفوق الأبقار، عازياً سبب نفوق هذا العدد من الأبقار إلى إصابتها بمرض جدري البقر الذي ينتقل بين البقر عن طريق العدوى، مشيراً إلى احتمال أن يكون الطبيب البيطري الذي قام بتلقيح الأبقار، استخدم نفس الإبرة أو أدوات ملوثة، الأمر الذي أدى إلى انتقال المرض الذي يمكن معالجته والسيطرة عليه.

فيما أكد مصدر خاص لـ "اقتصاد"، رفض الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته، أن سبب نفوق الأبقار هو استيراد النظام أدوية ولقاحات فاسدة ومنتهية الصلاحية في عام 2012، وأن المتورط في استيراد تلك الأدوية هو أحد المهندسين من قرية بسيسين، ويدعى "م ، ع"، الذي وقّع على البيان الجمركي لإدخال تلك الأدوية، بحسب المصدر.

بدورها، نفت مديرية الزراعة والاصلاح الزراعي التابعة لنظام الأسد في اللاذقية، في بيان لها نشرته صفحة "أخبار جبلة"، أي علاقة بين نفوق الأبقار واللقاح، مؤكدة أن الأعراض التي ظهرت على الأبقار في مناطق القرداحة وجبلة، هي أعراض إصابة بداء الجلد الكتيل على عدد من رؤوس الأبقار وبدرجات متفاوتة /شديدة، متوسطة، خفيفة/، على الرغم من أنه قد تم تحصين كامل القطيع في المحافظة خلال شهري ١١ و ١٢ من عام ٢٠١٩، بلقاح جدري الغنم والماعز (العترة الكينية)، بالإضافة لمتابعة الوضع الصحي للحيوانات بعد التلقيح حيث لوحظ وجود إصابات لبعض الحيوانات بعد شهر من تحصينها.

ووضحت المديرية في بيانها أنه مع بداية فصل الربيع وارتفاع درجات الحرارة يزداد نشاط الحشرات الماصة للدم وخاصة ذبابة الناعرة والتي تلعب دوراً كبيراً في نقل عدوى التهاب الجلد الكتيل، وقد قام كادر دائرة الصحة الحيوانية خلال شهر آذار بتنفيذ حملة تحصين ضد مرض الحمى القلاعية وتزامنت هذه الحملة مع فترة نشاط هذه الحشرة مما أثار مخاوف بعض المربين وقاموا بالربط بين عملية التحصين والإصابة بمرض التهاب الجلد الكتيل، وفق بيان المديرية.

ولم يشر البيان إلى أي قرارات أو وعود بتعويض المزارعين من أصحاب الأبقار النافقة من قبل المحافظة أو مديرية الإصلاح الزراعي.

ترك تعليق

التعليق