"الإدارة" في الجزيرة تشن حرباً على المخالفين من المشافي الخاصة


قررت "هيئة الصحة" التابعة للإدارة الذاتية في منطقة الجزيرة السورية إغلاق 6 مشافي خاصة في مدينتي "القامشلي" و"ديريك" لأيام محددة خلال شهر نيسان الجاري، وذلك بسبب "عدم استقبال حالات الإسعاف في جميع الظروف وعدم التزامهم بالتعرفة الطبية" بالإضافة إلى أعمال ترميم في إحداها حسب القرار الذي صدر الاثنين 13 نيسان/أبريل.

 ونص القرار على إغلاق مشافي "فرمان" في القامشلي، و"الرحمة" في القامشلي، و"سليمان صالح "في ديريك، اعتباراً من الساعة الثانية عشرة ظهراً من تاريخ 16 نيسان/ أبريل الجاري ولغاية الثانية عشرة ظهراً من العشرين من الشهر نفسه.

 كما شمل القرار إغلاق مشفيي "نافذ" و"دار الشفاء" في القامشلي، من 20 إلى 24 من نيسان/ أبريل الجاري، وتكليف مديرية صحة ديريك بإدارة "مشفى السلام" واتخاذ الإجراء المناسب لاستقبال الحالات الإسعافية فقط وكذلك سيتم إعلاق مشفى "يعقوب سليم الجراحي" في ديريك اعتباراً من يوم الخميس 16/4/2020 وحتى إجراء أعمال الترميم اللازمة.

 وأشار القرار المذكور إلى أن هذا الكتاب بمثابة إنذار إلى باقي المشافي الخاصة في الجزيرة حيث ستتخذ هيئة الصحة جميع الإجراءات للحد من الجشع والالتزام بالتعليمات الصادرة عنها بحسب القرار.

وتحتوي منطقة الجزيرة على 22 مشفى، من بينها /16/ مشفى خاصاً، و/6/ أخرى تابعة للإدارة الذاتية.

وأشار مسؤول الصحة في الرقة سابقاً، د. فراس ممدوح الفهد، في حديث لـ"اقتصاد"، إلى أن الواقع الصحي الصعب وإجراءات الوقاية من فيروس كورونا دعت "هيئة الصحة" للطلب من المشافي الخاصة بضرورة تخفيف هذه الأزمة باستقبال كل الحالات الإسعافية نظراً لإغلاق الطرق في المدن والأرياف، ولكن بعض هذه المشافي لم تلتزم بهذا الأمر، ولم تتقيد بتعريفة وقائمة موحدة للأسعار-حسب قوله-ولذلك تم إلزامها تحت إنذارات بإغلاقها في حال عدم الالتزام، مضيفاً أن هذه الإنذارات تكررت أكثر من مرة وسط سعي من بعض المشافي للتربح السريع في ظل أزمة إنسانية محدقة بالمجتمع بأكمله، مما دفع هذه الهيئة لاتخاذ قرار بإغلاق 7 مشاف خاصة لفترات محددة في مدينتي القامشلي والمالكية بأقصى شمال شرق سوريا، واعتبرت هيئة الصحة هذا القرار بمثابة إنذار نهائي لعدد كبير من المشافي الخاصة في مناطق ومدن كثيرة-كما يقول- على أن يلي ذلك إجراءات إغلاق وغرامات في حال عدم الالتزام بالتسعيرة الجديدة حرفياً في داخل هذه المشافي، وأن لا تكون حبراً على ورق.

ولفت الفهد إلى أن هذه القراارت أعطت عبرة لباقي المشافي الخاصة بتخفيض أسعارها والعمل بظل هذه الأزمة الصحية العالمية بإنسانية أكثر من النظرة المادية البحتة، وكشف المصدر أن أياً من المشافي الخاصة لم يتخذ إلى الآن قراراً بتخفيض أسعاره سوى مشفى المدينة في القامشلي وهو المشفى الأول باختصاص الأطفال وأمراضهم حيث كان يتقاضى من قبل هذه الأزمة أقل أتعاب مقارنة بباقي المشافي الخاصة بنسبة 50%، وكذلك مستوصف العلي بريف الدرباسية الذي أتاح مجانية المعاينات والأدوية، إلى جانب بعض المبادرات الشخصية من بعض الأطباء في الرقة والقامشلي والطبقة وغيرها بمجانية المعاينات والعمليات لدى بعضهم.

ودعا محدثنا إدارات المشافي الخاصة إلى أن يكون لديهم إحساس أكبر بالمسؤولية الإنسانية الموكلة بهم وأن يعوا أن على هذه الازمة الانسانية رغم وطأتها أن تقرب المجتمع أكثر من بعضه البعض والمطلوب منهم التكافل الإنساني أكثر مع شعب خرج من حرب طاحنة ويحتاج فيها لتسامح ورحمة امتثالاً لقول النبي محمد عليه السلام "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

وحول رأيه بالواقع الصحي في مدن الجزيرة السورية بشكل عام في ظل تفشي فيروس كورونا، وبالتدابير الوقائية والعلاجية المتخذة، أكد الفهد الذي ينسق مع منظمات أممية أن التدابير الوقائية جيدة نوعاً ما، مع عدم السماح بالتجمعات وإغلاق الأماكن التي يمكن أن يختلط فيها الناس وينتقل بها فيروس كورونا في حال وصوله لمناطقنا، ولكن الإمكانيات الصحية الضعيفة-حسب قوله- لم تساعد بفتح مراكز حجر صحي كثيرة وإنشاء مشافِ عامة عديدة مجهزة بمنافس وأجهزة تنفس صناعي تكفي في حال انتشر الوباء "لا سمح الله".

وكانت مساعدات أممية مقدمة من "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحد،ة قد وصلت الاثنين الماضي إلى مدينة القامشلي بريف الحسكة، عبر الجسر الجوي بين مدينتي دمشق والقامشلي وتضمنت إضافة إلى المساعدات الغذائية معدات وأجهزة طبية.

 وطالب الفهد المنظمات الإنسانية الدولية بمواصلة تفعيل دورها أكثر في مناطق شرق وشمال سوريا لدرء وصول هذا الوباء وأمراض مستقبلية أخرى.

وفي سياق الإستجابة للظروف الصحية الجديدة وتخفيف المعاناة على الأهالي أطلق أكثر من 40 طبيباً وطبيبة في مدينة القامشلي منذ أيام مبادرة (العيادة الافتراضية الشاملة) لتقديم الاستشارة اللازمة لسكان المنطقة عن طريق الهاتف أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب حاجة السكان لمثل هذه الخدمات الطبية خصوصاً مع وجود بعض المخاوف من التجمعات الكبيرة التي كانت تحدث عادة في العيادات الخاصة، وفقاً لعدد من السكان- وذلك بحسب إذاعة arta المحلية.

ترك تعليق

التعليق