الوقاية من كورونا ليست أولوية في السويداء.. حوالات المغتربين متوقفة


في السويداء، التدابير الوقائية ضد انتشار فيروس كورونا ليست أولوية الأهالي، وإنما تحصيل مصروف اليوم ولو بالحد الأدنى، إذ تسجل المدينة وريفها تقيداً بالحد الأدنى للإجراءات التي أعلن عنها النظام لمنع تفشي كورونا.

وفي أسواق السويداء، عاود تجارٌ فتح محالهم، بعد فترة من الإغلاق تماشياً مع الإجراءات الوقائية من جانب النظام السوري، وينطبق ذلك على وسائل المواصلات وسيارات الأجرة، التي عادت للعمل أيضاً.

وبين كورونا وارتفاع تكاليف المعيشة في السويداء التي تعاني أساساً من واقع اقتصادي متردٍ، غلّب الأهالي حسابات المعيشة على الوباء، كما يقول الصحفي نورس حسين عزيز، لـ"اقتصاد".

ويؤكد أن غالبية أهالي السويداء لا يستطيعون الصمود دون عمل، أو البقاء في المنازل في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار الذي يفوق بأضعاف قدرة المواطن الشرائية، مضيفاً: "حالياً الأهالي يفضلون الفيروس على الموت جوعاً".

ورغم الحديث عن أن تهميش السويداء اقتصادياً ليس بالأمر الجديد، إلا أن تداعيات كورونا، أبرزت مستويات غير مسبوقة من الفقر، كما يؤكد عزيز.

ويوضح أنه منذ تسلم آل الأسد للسلطة، عملوا على إفقار أهل المنطقة، لتفريغها ديموغرافياً من خلال تسهيل سفر شبابها إلى فنزويلا ودول الخليج ولبنان، مضيفاً: "لا تدخل بيت في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية إلا وتجد مغترباً أو أكثر من أهله، وساهم غياب الشباب ومنع النظام أهالي السويداء من حفر آبار ارتوازية للزراعة أسوة بأهل درعا وتعطيل المشاريع والشركات حيث لا يوجد سوى عدد محدود جداً من الشركات إضافة لتدني نسبة الوظائف بالدولة ساهم كل هذا وغيره بإفقار المحافظة".

وبعد اندلاع الثورة السورية، زاد النظام الخناق الأمني والاقتصادي على السويداء وأطلق سجناء سابقين وأفراد متعاقدين مع الأمن لقمع حراك شباب السويداء، ولاحقاً تحول هؤلاء الأفراد إلى عصابات مدعومة من الأمن تعمل على خطف التجار الذين يتعاملون مع أهل المحافظة بخاصة لشراء محاصيل التفاح والعنب وغيرها، ومما زاد من معاناة الناس الاقتصادية حصار النظام الاقتصادي لها بعد رفض المحافظة إرسال أبنائها للجيش بحماية من حركة رجال الكرامة منذ العام ٢٠١٤، وفق عزيز.

ويمضي بقوله: "اليوم يتعذر على الأهالي مواجهة الظروف المعيشية الصعبة وبخاصة أن غالبية الأسر تعتمد على حوالات المغتربين التي تعرقلت بسبب كورونا، وعلى المحاصيل الزراعية المرتبطة بالأمطار"، داعياً في هذا الصدد "أبناء المحافظة إلى البدء بمشاريع زراعية كبيرة والمحافظة على القمح الذي تنتجه المحافظة وعدم السماح للنظام بشرائه".

مسؤول التحرير في شبكة "السويداء 24"، ريان معروف، قال لـ"اقتصاد": "الأوضاع الاقتصادية في محافظة السويداء متدهورة من قبل انتشار جائحة كورونا، ورغم عدم تسجيل أي حالة مصابة بالفيروس في مستشفيات المحافظة حتى اليوم، إلا أن الأوضاع الاقتصادية تدهورت أكثر نتيجة الإجراءات الاحترازية من إغلاق لمعظم المحال التجارية والمهن وتوقف المغتربين عن العمل، وبالتالي وصل الناس في السويداء إلى مرحلة الاختناق خصوصاً أن أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية ترتفع بشكل يومي".

وأضاف: "هناك فوضى بالأسعار نتيجة غياب الرقابة من مؤسسات الحكومة، وهناك آلاف الشباب الذين تعطلت أعمالهم ولا يوجد أي تعويض لهم، لذا فإن جميع هذه العوامل وغيرها تسبب حالة من عدم الالتزام لدى الأهالي بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا".

كما أكد معروف زيادة نشاط الجمعيات الخيرية، وإرسال مساعدات غذائية من المنظمات وبعض المغتربين ومبادرات اجتماعية عديدة، مستدركاً "لكنها بالحقيقة لا تسمن ولا تغني من جوع".

(الصورة المرفقة أرشيفية)

ترك تعليق

التعليق