سوريو المعادي بالقاهرة.. رمضان بنكهة دمشقية


هنا في قلب القاهرة وفي أعرق مناطقها، يمارس السوريون طقس رمضانهم أقرب ما يكون إلى ذكرياتهم، وكما تقول إحدى المتسوقات في محل سوري لـ "اقتصاد": "على أقل تقدير تستطيع بهذه النكهات المختلفة أن تشعر بروح رمضان الدمشقي".

سوريو المعادي

عانى سكان قلب القاهرة من السوريين، من بُعدهم عن التجمعات الكبرى التي تتوفر فيها المنتجات السورية بكثرة، نتيجة لوجود أعداد كبيرة منهم كما في مدينة 6 أكتوبر ومدينة العبور، وأيضاً توضع أغلب الفعاليات الاقتصادية الكبرى والمحال التجارية في هاتين المدينتن. ولكن السنتين الأخيرتين قلصتا من تلك المعاناة بعد افتتاح محال جديدة في المعادي ليصبح التسوق ممكناً، ويغني عن إهدار الوقت والمال للحصول على كيلوات من الزيتون والألبان والأجبان السورية.


نكهة الشام

المحال الجديدة حملت رائحة رمضان الدمشقي. فهنا في (الدمشقي الأصيل) ستجد اللبن السوري واللبنة والجبن الشلل والمجدولة والبرغل السوري، وأما العصائر فهي تبدأ من عصير(عمار وتوليدو) إلى التمر هندي الجاهز والعلب، والجلاب بكامل البهجة.


حلويات الشام التي تنعش القلب بعد الإفطار يقول عن أنواعها وذكرياتها "أبو عامر"، أحد متسوقي محل (أبو الخير) لـ "اقتصاد": "بلح الشام والمبرومة والكول وشكور هي حلويات الشام التي نفتقدها".

"أم حازم" من سكان المعادي تقول لـ "اقتصاد": "أكثر ما أصابني بالبهجة هو ما وعدنا يه صاحب المحل السوري بأن يعرض في أول يوم رمضاني (الناعم) والمعروك".

السحور المدلل

زيتون محشي بالفليفلة والزعتر، وكافة أنواع المربيات (تين- فريز- مشمش)، وكذلك الأجبان والمكسرات وصف من الحلويات يعرضه المحل الجديد (أبو الخير) في شارع الجزائر بالمعادي، وهو ما جعل أغلب السوريين في المنطقة يتزاحمون عليه، وهذا ما يمكن أن يكون سحوراً مدللاً يحبه السوريون.

الأمر المهم لأغلب المتسوقين أنهم يصادفون جيرانهم المصريين والعرب الذين يعشقون بضاعة السوريين ونكهتها، وباتوا لا يستطيعون مقاومتها بحيث أصبحت من تفاصيل وجباتهم اليومية.

أحد المتسوقين المصريين يقول لـ "اقتصاد": "فرحنا أكثر من السوريين بهذا المحل فأنا أعرف هذه الوجبات والبضائع السورية قبل أن يأتي السوريون إلى القاهرة، حيث عملت معهم في السعودية، وكنت أضطر للذهاب إلى مدينة أكتوبر من أجل شرائها. اليوم هم جيراني وفطوري سوري".


آمال وغصات

يتمنى أغلب السوريين أن يعودوا لرمضان دمشق في وطنهم، وينظرون بكثير من الحسرة على وضع أخوانهم في سوريا من فقر وغلاء، ولكنهم يأملون أن يعودوا بعد انتهاء الغمة، ويبنون ما هدمته الحرب.

ترك تعليق

التعليق