تحقيق- بين نارين: افتتاح معبر تجاري مع النظام لن يكون "مفيداً تماماً" أو "مضراً تماماً"


ربما لم تكن "تحرير الشام"، الفصيل الأقوى في إدلب، تتوقع حدوث مشاحنات وعراقيل أمام رغبتها الجادة في افتتاح معبر تجاري مع النظام لكنها تبدو الآن مصرة على المضي قدماً على الرغم من المعارضة الشعبية الواسعة تجاه أي خطوة من هذا النوع.

وعلى المقلب الآخر يبدو أن هناك رغبة كبيرة من التجار في نجاح هكذا خطوة. يقول بعض من التقينا بهم في أسواق إدلب إن وضع المنطقة لا يخولها تطبيق فكرة الاستقلال الاقتصادي فالسوق الإدلبية بحاجة لعشرات السلع من أسواق النظام والعكس صحيح.

وطالما كانت إدلب منفتحة تجارياً على محيطها الذي تديره عدة قوى متنافرة.

لكن وبعد اندلاع القتال في اتجاه أطول طريق ترانزيت يمر من أغلب المحافظات السورية ووقوع القطعة التي تمر من إدلب في قبضة النظام باتت فكرة العودة للتبادل التجاري مع النظام "عبارة عن خيانة للدماء" كما يردد أحد المعارضين لافتتاح المعبر.

خيار وبندورة.. ساحلية

بخلاف الزيتون لا تنتج إدلب محاصيل زراعية كبيرة ومتنوعة لذلك تعتمد في الكثير من الخضار والفاكهة على السوق التركية وما يمرر من الساحل السوري نحوها.

وقبل إغلاق معبري العيس والمنصورة وهما معبران تجاريان يربطان حلب بريفها الذي كان تحت إدارة قوات المعارضة توقف مرور العديد من الأصناف كالبندورة والخيار والباذنجان والليمون والفليفلة والثوم وغيرها.

كما توقفت هذه الأصناف أيضاً عن عبور المعابر التي افتتحها الجيش الوطني بريف حلب الشمالي مع النظام بسبب كورونا ما جعل الأسعار ترتفع بشكل هائل.

ويعتقد عدد من تجار الخضار الذين تواصل معهم "اقتصاد" أن أسعار الكثير من أصناف الخضار سوف تهبط فور افتتاح معبر تجاري مع النظام والسماح بعبور الخضار الساحلي نحو المنطقة.

لا تضع كل البيض في السلة

ينتج مربو الدواجن المتوزعون في عموم مناطق المعارضة ما يفيض عن أسواق إدلب من اللحم الأبيض والبيض.

وازدهرت هذه المهنة منذ سنوات على خلفية مرور كميات كبيرة باستمرار نحو مناطق النظام.

وهبطت أسعار الدجاج بشكل طفيف منذ إغلاق المنافذ مع النظام حيث كانت السوق على موعد مع انهيار كبير في الأسعار لكن حلول شهر رمضان وازدياد الطلب على لحم الفروج والبيض ساهم في إنقاذ الموقف وفقاً لتجار لحوم تواصل معهم "اقتصاد".

افتتاح معبر تجاري مع النظام سيخلق سوق تصريف جديدة للدواجن والبيض، أكثر ربحاً، وسيساهم بشكل مؤكد في ارتفاع أسعار هذه اللحوم التي يعتمد عليها قرابة 4 مليون نسمة يعيشون في آخر جيوب المعارضة.

ماذا عن الرخام؟

تنتشر مقالع الحجر ومعامل جلي الرخام في مناطق عديدة من إدلب.

وفقدت هذه المهنة سوقها الأهم على خلفية الإغلاق التام الذي تعيشه إدلب.

من شأن افتتاح معبر مع النظام أن ينشط هذه المهنة حيث ينتظر العديد من أصحاب المنشآت ومن بينهم ورشات تابعة لـ "تحرير الشام" السماح بتمرير بضائعهم نحو النظام.

دعم لعملة النظام

خلال رصد لآراء سوق الصرافة حول افتتاح معبر تجاري مع النظام قام به "اقتصاد"، توقع عدد من صرافي إدلب ارتفاع صرف الدولار أمام العملة المحلية وهو ما يحدث بالفعل عشية الإعلان عن افتتاح معبر ميزناز التجاري.

ومؤخراً حدثت هوة كبيرة بين سعر تصريف دولار إدلب وبين صرف الدولار في دمشق، حيث ارتفع الأخير بشكل ملحوظ.

قال الصرافون إن الفرق الكبير بين دولار إدلب ونظيره في دمشق سيتقلص حتى يتطابق سعرا الصرف في كلا المنطقتين وذلك بسبب العملة الصعبة التي سيحصل عليها النظام من خلال عملية التبادل التجاري.

وكان "اقتصاد" أول من نشر حول الكميات الكبيرة للدولار التي تدخل مناطق النظام من إدلب بطرق مختلفة مقابل ضخ العملة من فئة الـ 2000 ليرة في إدلب والتي قام النظام بطبعها في العام 2017.

توقع الصرافون تجاوز صرف الدولار في إدلب خلال الساعات أو الأيام المقبلة حدود 1300 ليرة مقابل الدولار الواحد.

مصانع حلب تنتظر

أبدى العديد من تجار الألبسة والغذائيات قلقهم من توقف شحنات خاصة بهم لا تزال عالقة في مناطق النظام دون إيجاد أي حل مناسب.

وعادة ما كان سوق الألبسة في إدلب يعتمد على البضاعة التي تنتجها معامل النظام في حلب ثم دمشق.

كما كانت رفوف متاجر الأغذية تمتلئ بعشرات السلع القادمة من سوق النظام.

وكحل يبدو مؤقتاً يلجأ العديد من التجار إلى سوق الملابس التركية لكن الزبائن يشكون من ارتفاع أسعارها.

كما حرص تجار الغذائيات على عرض بدائل للسلع السورية حصلوا عليها من السوق التركية.

من سيركب الـ "سنتافيه"؟

ازدهرت صناعة السيارات المستوردة كقطع ثم يتم تجميعها في ورشات خاصة منتشرة في إدلب ويطلق عليها سيارات الـ "القصة".

وتحصل إدلب على قطع السيارات من الساحل السوري.

ويستورد النظام هذه السيارات المستعملة ذات المنشأ الكوري عبر ميناء طرطوس ليتم تمريرها نحو مناطق المعارضة كقطع "كل سيارة ثلاث قطع".

وتوقف تمرير قطع السيارات هذه مع إغلاق المنافذ مع النظام.

وتنتشر سيارات الجيب "سنتافيه" والبيكاب المشغولة بعناية في إدلب نظراً لرخص ثمنها وملائمتها لطرقات المنطقة الرديئة والمليئة بالحفر والأخاديد.

يقول عدد من تجار السيارات لـ "اقتصاد" إن هذه المهنة تضررت بالفعل بسبب انقطاع قطع السيارات.

ترك تعليق

التعليق