"مقلى بفول"طبق قليل التكاليف في الغوطة.. و"بطاطا بالفرن" بـ 5 آلاف ليرة شمالي حلب


دفعت الظروف التي يعيشها سكان الغوطة الشرقية خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، في ظل غلاء الأسعار وظروف الحياة المعيشية الصعبة إلى الاعتماد على ما تنتجه الأراضي الزراعية من خيرات تم زرعها لتعينهم على تدبر أمورهم المعيشية، فيما تحاول بعض الأسر في الشمال السوري التحايل على ظروف الحياة اليومية في رمضان والاكتفاء بوجبة واحدة على مدى يومين للتوفير قدر الإمكان من المصاريف.

وذكرت مصادر محلية لـ "اقتصاد" أن "من بين المزروعات التي يعتمد عليها سكان الغوطة هي (الفول الأخضر) الذي يعتبر من الوجبات الرئيسية في هذه الأيام لسكان الغوطة كونهم يأكلون مما يزرعون ما يوفر عليهم الكثير من التكاليف".

وأشارت المصادر إلى أنه "في ذات الوقت هناك عائلات لا تعتمد على الزراعة أو ليس لديها أرض لتزرعها، ورغم ذلك تتجه لشراء الفول من أجل تحضيره كطبق رئيسي في رمضان".

ونقل "غياث الذهبي" عن أهله الذين ما يزالون في إحدى بلدات الغوطة قولهم، إن "أغلبية الناس بالغوطة وضعها سيء جداً لذلك تلجأ للطبخات قليلة التكاليف، ومن أجل ذلك تعتبر وجبة (مقلى بفول) من الوجبات منخفضة التكاليف مقارنة بغيرها".

وأضاف "الذهبي" لـ "اقتصاد"، أن "سعر الكغ الفول في أسواق الغوطة يصل إلى 250 ليرة سورية كحد وسطي، فالعائلة المؤلفة من 3 أشخاص تحتاج لـ 2 كغ من الفول، وإلى جانبه يتم تناول اللبن، وتصل تكلفة تلك الطبخة إلى حدود 2500 ليرة إذا ما أضفنا إلى التكاليف سعر الزيت ومادة الخبز، والثوم الأخضر الذي يصل سعر الكغ الواحد منه إلى 500 ليرة سورية، والعصائر التي هي من النوع العادي جداً (ظروف) كون العصائر والمشروبات أسعارها مرتفعة، وصحن من الفتوش كون تكلفة صحن الفتوش لوحده تصل إلى 1000 ليرة سورية".

وتابع أنه "بسبب عدم إقبال الناس على تموين (حب الفول) في الثلاجات نظراً للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي والذي يأتي لساعة أو ساعتين في اليوم الواحد، فإن سعره منخفض مقارنة بمواد أخرى في أسواق الغوطة كونه لم يعد هناك طلب عليه وبات سعره مقبولاً على الأقل بالنسبة لسكان الغوطة، إضافة إلى أن جميع الطبخات لا يمكن أن تبقى لليوم الثاني فإنها ستصبح غير صالحة للأكل كونه لايوجد برادات لوضعها فيها".

وأضاف أن "الزيت البلدي هو من المكونات الرئيسية لتلك الوجبة، لكن الأهالي يلجؤون لزيت دوار القمر أو زيت الأونا بسبب تكاليفه المنخفضة".

وأشار إلى أن "بعض العائلات تلجأ إلى طبق (برغل بالفول) والذي يعتبر وجبة منخفضة التكاليف أيضاً، حيث يصل سعر كغ البرغل إلى 600 ليرة سورية، فالعائلة تحتاج إلى كغ من (حب الفول) ونصف كغ من البرغل وكأس من الزيت العادي (زيت القلي) وليس البلدي، إضافة إلى اللبن، فتصل التكلفة إلى حدود 1500 ليرة سورية فقط أي ما يعادل دولار ونصف تقريباً".

ولا يختلف الحال بالنسبة للنازحين في الشمال السوري وتحديداً في أرياف حلب، إذ يعملون على تدبر أمورهم قدر الإمكان بالنسبة للوجبات اليومية خلال شهر رمضان.

وقال "عمر الشمالي" أحد سكان مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي لـ "اقتصاد" إن "من الوجبات التي تعتبر منخفضة التكاليف هي (بطاطا بالفرن)، وهي تكفي لعائلة مكونة من 5 أشخاص، ونأكل منها على مدى يومين".

وفيما يخص تكاليف تلك الطبخة أوضح "الشمالي" أن "تكاليفها على الشكل التالي: ٣ كغ بطاطا بسعر 300 ليرة سورية للكيلو الواحد، وظرف ماجي بسعر 50 ليرة سورية، وخمس حبات ثوم، و2 قطعة فليفلة خضراء بسعر 100 ليرة سورية، وربطة كزبرة، ونصف كأس زيت نباتي بسعر 100 ليرة سورية، يضاف إلى ذلك شوربة العدس، والسلطة المكونة من البندورة والخيار والنعناع والبقدونس وبصلة واحدة، ليصل مجموع تكلفة تلك الطبخة إلى حدود 5000 ليرة سورية، يضاف إليها سعر العصائر الرمضانية كالسوس والتمر هندي ولا ننسى أيضاً اللبن".

وأضاف "الشمالي": "نحاول اللجوء إلى الطبخات قليلة التكاليف، كما نحاول التحايل على الأوضاع المعيشية من خلال تناول تلك الطبخة على مدى يومين، لنفكر في اليوم الثالث ماذا سنطبخ، نظراً لغلاء المعيشة وقلة الدخل وغياب المساعدات الإغاثية".

ترك تعليق

التعليق