لماذا تعاني "اعزاز" من قلة فرص العمل؟


منذ إعلان تحرير مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي ضمن عملية درع الفرات، قبل ثلاث سنوات، عادت المدينة لتشهد انتعاشاً في أسواقها، في ظل توفر الخدمات من كهرباء واتصالات وغيرها، بشكل مقبول.

في شوارع اعزاز يبدو الهدوء واضحاً على أسواقها التي تفتح أبوابها منذ الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل، لكنها في ذات الوقت تعاني ركوداً ملحوظاً، وضعفاً في القدرة الشرائية.

"المصروف ضعف الدخل كيف لح نقدر نتسوق"، قال "مالك" أحد أهالي اعزاز لـ "اقتصاد"، وأضاف: "عائلتي مكونة من ٤ أشخاص مصروفي اليومي يتعدى ٥ آلاف ليرة".

ويعمل "مالك" كعامل في متجر لبيع الخردوات، ويتقاضى راتبه بأجرة يومية لا تتجاوز ٤٠٠٠ ليرة.

 "دائماً مديون. الحمد لله على كل حال"، قال "مالك".

وأظهر استطلاع أجراه "اقتصاد" على منصات خاصة بأهالي مدينة إعزاز أن متوسط مصروف الفرد اليومي من طعام وشراب فقط لا يقل عن ١.٥ دولار أمريكي، دون المصاريف الطارئة كشراء الأدوية مثلاً.

واختلفت آراء المشاركين بالاستطلاع في تقدير الحاجات اليومية، بينما أكد الجميع على أن "المصروف يفوق معدل الدخل".

لا تتعدى أجرة العامل في مدينة اعزاز ٣ دولار أمريكي لقاء عمل يوم كامل.

ولا تتوفر فرص عمل جيدة بإعزاز، وهو ما شكل العائق الأكبر للكثير من الأهالي الذين اعتمدوا على العمل "المياومي"، وهو نظام عمل بالأجرة اليومية.

خلال الفترة الأخيرة تراجعت الكثير من المهن التي كانت تشكل الدخل الأكبر لسكان المدينة.

"محمود السيد" من أهالي اعزاز وصاحب مشروع المتجر الإعلاني، قال لـ "اقتصاد"، إن مهناً كالنجارة والحدادة ومصانع الألبسة كانت تنشط بشكل كبير في المدينة، لكنها تراجعت لعدم توفر سوق لتصريف البضائع والخدمات.

ويوضح: "بعد تحرير مدينة عفرين أُغلق طريق التصدير أمام الكثيرين من أصحاب المهن حيث كانت تصدر المنتجات كالأعمال الخشبية، كما كانت عفرين تستقطب أعمال ورشات الحرفيين من عمال البلاط والباطون وغيرها".

توفر الأيدي العاملة في اعزاز وتنوع المهن جعل من منطقة عفرين القريبة بحاجة لبضائع اعزاز، كما كانت طريقاً سهلاً لنقل تلك البضائع إلى مناطق سيطرة النظام قبل عملية غصن الزيتون التي أحكمت فيها الفصائل المعارضة السيطرة على عفرين، قبل عامين.

ويزداد الوضع سوءاً الآن، مع إغلاق كافة المعابر مع مناطق النظام و"قسد"، خوفاً من تفشي وباء "كورونا". لكن، حتى قبل ذلك، كان الاعتماد على معابر محددة يجعل عملية تصدير البضائع المنتجة في اعزاز مقتصرة على عدد محدود من التجار، "وعلى مزاجهم يحددون نوع البضائع"، وفق وصف "محمود السيد".

حالة التصعيد التي شهدتها مناطق الشمال السوري المحرر، قبل شهرين، غذت المخاوف لدى الكثير من المستثمرين حيال إنشاء مشاريع قد تساهم في توفير فرص عمل جديدة باعزاز.

ونتيجة لتراجع فرص العمل، لجأ الأهالي لتأجير محالهم وبيوتهم لاسيما خلال معارك إدلب الأخيرة حيث توافدت العوائل للمدينة البعيدة نسبياً عن المناطق المشتعلة، وبذلك ساهمت عملية "الايجار" بتحسين دخل عشرات العوائل في المدينة.

ترك تعليق

التعليق