منتجات إدلبية لم تخضع لـ "الدولرة".. من المستفيد؟، ومن المتضرر الأكبر؟


صرف أحمد مبلغ 100 دولار بـ "كومة" كبيرة من العملة المحلية، لم يكن هذا الأمر سيئاً لأحمد الذي (يقبض بالدولار) فهناك الكثير من السلع والخدمات التي لا تزال مسعرة بالليرة السورية ذات القيمة المتدنية يمكن له الحصول عليها ببضع دولارات.

يقول أحمد: "باعتباري أتقاضى راتبي بالعملة الأجنبية لست متأثراً إطلاقاً بتقلبات السوق المعتمدة على التسعير بالدولار أما السلع التي تباع بالليرة فتجعل مصاريفي أقل".

مصاريف أحمد الخفيفة ناجمة من أن فكرة التسعير بالدولار لم تطبق حتى الآن بشكل كامل في محافظة إدلب فهناك الكثير من السلع والخدمات لا تزال تسعر بالليرة السورية التي تنهار يوماً بعد يوم وهو ما جعل الفئة التي تعتمد على العملة الأجنبية كدخل مادي هي المستفيد الأكبر.

وخلال الأشهر الماضية بدت ظاهرة الدولرة (التسعير بالدولار) واضحة في محافظة إدلب. طبقت كمحاولة للتغلب على الخسائر الباهظة الناجمة عن تقلب سعر الصرف. لكن في المقابل لا يزال هناك الكثير من "التجارات" والسلع المعتمدة على العملة المحلية.

وطالت دولرة الأسعار جميع المواد المستوردة من تركيا وهذا ما يجعلها تكسب مرونة كافية للتأقلم مع تقلبات سوق الصرف الذي يتغير بين لمحة وأخرى.


في المقابل لم تخضع أسواق المواشي والدجاج والبيض للتسعير بالعملة الأجنبية لكنها تواكب الغلاء بخضوعها لمبدأي العرض والطلب لاسيما الطلب الخارجي عندما كانت المعابر مع المناطق السورية الأخرى مفتوحة.

هناك العديد من السلع كالألبسة الواردة من مناطق النظام والخضار الساحلية تسعر بالليرة.

أما قطاع العقارات فلا يزال يعتمد على الليرة السورية إلى حد بعيد. وعادة ما يلجأ مدخرو الأموال إلى شراء أراض وعقارات لحفظ ليراتهم من الضياع خلال معارك المضاربة مع الدولار.

بينما لا تزال جميع المنتجات الزراعية المحلية تسعر بالليرة السورية.

معادلة ظالمة

إذا كانت الشريحة التي ينتمي إليها أحمد قد استفادت إلى حد ما من التسعير بالعملة المحلية فإن الشريحة التي ينتمي إليه "أبو حسن" والتي تتكون من مجموعة كبيرة جداً من المزارعين المضطرين لشراء لوازم الزراعة بالدولار وبيع محاصيلهم بالليرة هي الخاسر الأكبر.

وبسبب اعتماده على العملة المحلية وإغلاق المنافذ مع النظام تعرض قطاع الزراعة في إدلب لخسائر كبيرة.

فالفلاح الذي يشتري معظم الاحتياجات الزراعية من ديزل ومواد أولية بالدولار مضطر اليوم لبيع كيلو الخيار بـ 200 ليرة وهو ما يجعل حصوله على أرباح كافية أمراً أقرب إلى المستحيل، والكلام هنا لـ "أبو حسن".

من "يبتلع الموس على الحدين"؟

يبقى "سليم" وهو عامل في متجر لبيع الغذائيات المتضرر الأكبر من الحالتين: سواء الدولرة أو التسعير بالعملة المحلية؛ كون راتبه يعتمد على الليرة السورية بصرف النظر عن مواكبة تقلبات سعر الصرف.

يقول سليم إنه لم بعد يهتم بتقلبات العملة طالما أن راتبه لا يزال بالليرة السورية وهو راتب غير ملائم إطلاقاً للغلاء المستفحل في المنطقة.

ويتابع: "نحن نبتلع الموس على الحدين".



ترك تعليق

التعليق