الموالح.. تغيب كالحلويات، وترفع الكوليسترول أيضاً


تعليقات من قبيل (الموالح والفواكه بالجنة أحلى) و(يعني وقفت ع الموالح منحطو جنب بقية الممنوعات)، هي التعبير المؤلم عن حال السوريين في التعاطي مع أبسط ما يمكن على موائد العيد والسهرات التي غابت عنهم منذ أن أطلق نظام البعث الرصاص عليهم ليقتل كل أفراحهم الصغيرة.

شم ولا "ادوق"

"فرزت . م" من سكان كفرسوسة، يصف لـ "اقتصاد" علاقة المواطن السوري مع بضاعة العيد البسيطة: "بعد أن تتبضع مما تستطيع شراءه تبدأ حفلة النظر بالنسبة للسوري، فيمتع نظره وروحه بالألوان الجميلة للفواكه وهذا ما يفعله مع الموالح".

"وفاء. ق" من ريف دمشق الغربي ترى وفق ما قالت لـ "اقتصاد"، أن بالإمكان صنع بعض الفرح في هذه اللحظات القاسية: "يعني ومن شو بيشكي دوار القمر وبرز الكوسا ضروري الكاجو والمقرمشات باسعارها النار.. شوية بزر دوار القمر بيكفو.. يعني شم ولا تدوق أحسن".

أما في السوق، فستجد أن الرخيص غالٍ وأما الغالي فمستحيل، ولذلك لن يصدمك سعر كيلو البزر دوار القمر 3500 ليرة سورية، وكيلو مشكل (فستق- كاجو بزر أسود) الذي يصل إلى 10 آلاف ليرة.

بالأوقية

ولى زمان بالكيلو وعادت الأوقية إلى أيام عزها، هذا ما يقوله "مجدي" صاحب محمصة في الريف الغربي لدمشق، ويضيف لـ "اقتصاد": "السبب بسيط لأنو سعر أوقية الفستق 700 ليرة والبزر دوار القمر 600 ليرة وأما الكاجو فلا يشتريه إلا أصحاب الكروش والسيارات السوداء".

أما "محمود"، موظف في إحدى البلديات، فيقول: "كانت الموالح هي التسلاية بوقت الضجر ولكنها ليست أساس السهرات في العيد وغيره وبالريف كان يتم تقديمها مع كأس متة سخنة.. الآن حتى دوار القمر والمتة خارج الخدمة".

الموالح.. والكوليسترول

من باب الخلاص يتهكم السوريون من غير القادرين على شراء ما يلزمهم، ويجدون الأعذار التي يبتسمون بعد اطلاقها، وعن عدم حاجتهم لهذه الأصناف الغالية كالحلويات واللحوم والفواكه وآخرها الموالح.

يرى "أبو باسم" الأمر من باب الحفاظ على الصحة: "الموالح والمكسرات ترفع الكوليسترول وخصوصاً الكاجو والفستق ولهذا عليك بعدم تقديمها لمن تحب وأولهم أهل بيتك".

وأما سعر كيلو الكاجو في السوق فقد وصل إلى 15000 ليرة سورية، أي ما يقرب من ربع راتب موظف درجة رابعة بخدمة تتجاوز خمس سنوات في حكومة الأسد.

هي حال السوريين الذين قرروا أن يتخلصوا بفعل الغلاء من سلة غذائهم الرئيسية.. فما بالك أيها القارئ بما كانوا يعتبرونه تسلية؟!

ترك تعليق

التعليق