"روبوت" لتعقيم اليدين من صناعة يافعات سوريات


تمكنت مجموعة من الفتيات اليافعات في بلدة قباسين بريف حلب الشرقي، من تصنيع روبوت آلي مخصص لتعقيم اليدين ضد فيروس "كورونا"، وذلك في إطار مشاريع دعم وتمكين المرأة التي تقوم بها منظمة "إحسان للإغاثة والتنمية" في المنطقة.

في هذا الصدد، قال "خالد فتال" الذي يشغل مدير المشاريع في منظمة "إحسان"، في تصرح خاص لـ"اقتصاد"، إنّ المشروع الموجه بصورة أساسية لليافعات في المنطقة، انتهى عقب شهرين من التدريب، من إعداد "روبوت تعقيم" ضد الفيروسات، وعلى وجه الخصوص ضد فيروس "كورونا"، والهدف منه ليس الانتشار التجاري في الأسواق، وإنّما تعليم المستفيدات مهارات حياتية تساعدهن على تنمية عوامل المرونة والتواصل الاجتماعي الفعال والتفكير المنطقي والنقدي والإبداعي، باستخدام أداة جديدة توازي بتطورها تكنولوجيا الحاضر والمستقبل.

وأضاف: "تولدت فكرة المشروع في بادئ الأمر عندما اقترحها أحد الأطفال المستفيدين سابقاً من مشاريع (الروبوتيك)، وجاءت الفكرة من أنّ علب المعقمات تحتاج إلى ضغط باليد من أجل خروج المعقم، ما يزيد احتمال انتقال العدوى بين الناس".

وأردف: "استهدف مشروع الروبوت شرائح اليافعات من عمر 12 إلى 16 عاماً، وقد شارك في هذا النشاط أكثر من 200 يافعة، يتوزعن حالياً في ثلاثة مراكز فعالة في الداخل السوري هي (أرمناز، سلقين، قباسين)، فيما قامت منظمة (إحسان) بتدريب كادر المراكز وتزويدهم بالمعدات المطلوبة من روبوت وجهاز لوحي خاص بالبرمجة".


تصميم الروبوت جاء استناداً إلى تقنية الحساسات التي ترى الأجسام القريبة منها، حيث جرى برمجتها للضغط على علبة المعقم لتخرج المواد منها دون الحاجة إلى اللمس باليد وفق برمجية تتألف من حساس الأمواج وحلقة التكرار، والحركة بالتوجيه والصوت.

وحول مكونات الروبوت، أوضح "فتال" بالقول: "يتألف الروبوت التعليمي من عقلٍ الكتروني قابل للبرمجة يعمل بالطاقة الكهربائية (بطارية قابلة للشحن) وشاشة عرض وأزرار تحكم وثلاثة محركات مع خمسة حساسات (إضاءة، لون، لمس، موجات فوق صوتية، توزان)، وأسلاك توصيل، إضافةً إلى قطع تركيب (ليغو) لتشكيل الروبوت بعدّة أشكالٍ لتنفيذ عدّة مهام".


وبحسب "فتال" فإنّه يمكن برمجة الروبوت باستخدام الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي (تابلت) عن طريق لغة برمجة خاصة تعتمد نظام الكتل الصورية، ومن أجل تسهيل البرمجة على اليافعين تمّ تطوير هذه اللغة بدون كتابة تعليمات برمجية بشكلٍ مباشر، وإنمّا عبر إدراج كتلة صورية تعبر عن أمر معين.

وعن أبرز المصاعب التي واجهها المشروع، أشار "فتال" إلى أنّ الفريق واجه بعض المشاكل في تطبيق التدريب للمرة الأولى، بسبب ندرة الموارد البشرية المتخصصة بهذا المجال في الداخل السوري؛ لذلك جرى عمل ورشات عن بعد بين مكتب منظمة (إحسان) والمُدرِبين في الداخل للإشراف والإرشاد التقني من ناحية التدريب كمهاراتٍ حياتية لليافعات من قبل مختصي دعم وتمكين المرأة ومن قبل المشرف التكنولوجي أيضاً.


كما لفتّ إلى أنّهم تفادوا مسألة التمويل من خلال مناقشة الفكرة مع الفريق وإيجاد الدعم التقني المطلوب أولاً، ومن ثمّ طرحها على داعمي المراكز آنفة الذكر ثانياً، وبعد حصولهم على الموافقة تمكنوا من شراء الروبوتات من إحدى الوكالات الخاصة بهذا المجال في مدينة إسطنبول، بعدها قاموا بنقلها بشكلٍ رسمي إلى الداخل السوري.

وتسعى منظمة "إحسان" إلى تنظيم المزيد من المشاريع المشابهة مستقبلاً في الشمال السوري، إذ تدرس المنظمة إدخال هذا النوع من النشاطات على مشاريع "حماية الطفل"، إلى جانب تنظيم مسابقات محليّة صيفية للأطفال، يتسابقون من خلالها بين بعضهم البعض في المعلومات المكتسبة، ويطبقوا ما تعلموه خلال المشروع.

ترك تعليق

التعليق