في شمال شرق سوريا.. أجور بالليرة، وإنترنيت بالدولار


كشفت مصادر محلية من داخل مدينة "عين العرب/كوباني" بريف حلب الشرقي، عن رفع مؤسسة الاتصالات التابعة للإدارة الذاتية التابعة بدورها لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أسعار باقات الإنترنت وتحديدها بما يتماشى مع سعر صرف الدولار.

وقال الناشط الإعلامي "آزاد أوسي" لـ "اقتصاد" إن "مؤسسة اتصالات كوباني ربطت أسعار باقات الإنترنت بسعر صرف الدولار واتخذت هذا الإجراء قبل جميع المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية في المنطقة".

وأوضح "أوسي" أن "مؤسسة الاتصالات رفعت سعر باقة الانترنت من فئة 512 ميغا بايت من 4000 ليرة سورية إلى حدود 10 آلاف ليرة سورية".

وأوضح أن "السعر كان قبل حوالي 6 أشهر 4000 ليرة سورية، ولكن عندما ذهبنا قبل أيام لندفع الفاتورة أخبرونا أنها ارتفعت إلى 10 آلاف ليرة ومن الممكن أن ترتفع أيضاً خلال قادمات الأيام، مرجعين السبب إلى انهيار الليرة وارتفاع الدولار".

ودفع هذا الإجراء الكثير من السكان لإلغاء اشتراكاتهم الشهرية والتوجه لتفعيل باقات الإنترنت على الشبكة السورية، خوفاً من المصاريف التي ستتراكم عليهم جراء هذا الإجراء، حسب مصدرنا.

واستغرب مصدرنا من رفع الأسعار بحجة الدولار، لافتاً إلى أن "الإدارة الذاتية" ماتزال حتى اليوم تدفع رواتب موظفيها بالليرة السورية، فكيف لتلك المؤسسة التابعة لها أن تقارن أسعار الإنترنت بالدولار الأمريكي!

وفي رد حول أسعار باقات الإنترنت على الشبكة السورية أوضح مصدرنا أن باقة 6 جيغا بايت بسعر 3000 ليرة سورية، 3 جيغا بايت بـ 1500 ليرة، وهناك باقة واتس أب يومية سعرها 50 ليرة سورية.

وقال "أوسي" إنه "بالنسبة للمواطن هو الخاسر الوحيد في جميع الحالات، لكن وجود الخطوط السورية والتركية يفك الحصار عن رقبة المواطن بعض الشيء".

وكانت مصادر محلية من "عين العرب/كوباني" ذكرت لـ "اقتصاد" أن من "أهم شركات الإنترنت هي(روكا نت) و(كوباني نت) وجميعها تتبع للإدارة الذاتية"، مشيرين إلى أنه ربما في قادمات الأيام يتم دفع الإشتراكات بالدولار وليس بالليرة السورية.

في حين ذكرت مصادر كردية من المنطقة حسب ما تداولته مصادر محلية أن "خدمات شبكة الانترنت الفضائي تم تحويلها من الشبكات التركية إلى شبكات تابعة للإدارة الذاتية منذ مطلع شهر نيسان/أبريل 2019، والتي تم استثمارها من قبل شركة (فالين) في شمال وشرق سوريا.

 وتتنافس شركتان للاتصالات (كوباني نت- روكا نت) على توفير خدمات الانترنت في كوباني وريفها.

ويشتكي سكان المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" من سوء شبكة الإنترنت، إضافة للتضييق الممارس من قبل السلطات "الكردية" على صالات الإنترنت وإجبار أصحابها على التخلي عن الشبكات الفضائية والتحول إلى الشبكات التابعة لها في احتكار واضح لسوق الاتصالات في منطقة الجزيرة الخاضعة لسيطرتها.

وكان الناشط المدني "عبد المنعم الشمالي" قال لـ "اقتصاد" إن "(قسد) تضيّق الخناق على أصحاب صالات الإنترنت وقامت بإغلاق بعضها، معلنة أنها مستعدة لإعادة فتحها بشرط الالتزام بشبكات الإنترنت الجديدة التي مصدرها شمالي العراق، والاستغناء عن النت الفضائي الذي يعتمد على الشبكة التركية".

وأضاف "الشمالي" أن "هذا الأمر لاقى ردود فعل غاضبة من أصحاب صالات الإنترنت، كون الشبكة العراقية سيئة وتأتي ضعيفة، بينما الشبكة التركية أسرع وأرخص ثمناً"، مؤكداً أن "هدف الإدارة الذاتية اليوم هو رفع أسعار كل الاتصالات في مناطق سيطرتها".

ودعا عدد من الناشطين داخل "عين العرب/كوباني" إلى مقاطعة الإنترنت لحين تسوية هذه المسألة وتخفيض الأسعار إلى ما كانت عليه سابقاً، مشيرين إلى أن مؤسسة الاتصالات كونها تعتبر نفسها مؤسسة حكومية وتابعة لحكومة الإدارة الذاتية التي تصرف رواتب موظفيها بالعملة السورية كان يجب أن تبقي على سعرها القديم لعدة أشهر حتى يتم استقرار سعر صرف الليرة أو الدولار في المنطقة.

يشار إلى أن الغلاء لم يقتصر على باقات الإنترنت في "عين العرب/كوباني" بل امتد ليطال المواد الأساسية والخضار، وبين يوم وآخر تقفز الأسعار لمستويات تفوق قدرة المواطن على شرائها، وسط البطالة وقلة فرص العمل وانتشار الفقر وغياب المساعدات الإغاثية، الأمر الذي زاد من معاناة الأهالي في تلك المنطقة.



ترك تعليق

التعليق