يترحمون على أيام خميس.. الكهرباء حلم السوريين المظلم


لم تنته حفلة الشتم التي انهالت على عماد خميس وحكومته واتهامه بسرقة 400 مليون دولار، والدعوة إلى محاكمته.. حتى عادت لهفة الحنين إلى أيامه، وارتدت جموع الموالين إلى تذكر أيامه الجميلة، عندما بدأت الظلمة تأكل نهار وليل دمشق وريفها.

تقنين عكسي

انقلبت حصة التيار الكهربائي في قلب العاصمة دمشق، كما يقول "محمد" صاحب أحد المحلات القريبة من وكالة سانا، لـ "اقتصاد": "كانت ساعات القطع ساعتان مقابل 4 ساعات وصل، لكن الآية انقلبت وأكثر وبالعكس.. منذ أكثر من أسبوع يستمر الانقطاع لأكثر من 7 ساعات ويصل التيار لساعة وأحياناً ساعتين".

في حي كفرسوسة لا يـأتي التيار كما السابق بساعات وصل وقطع منتظمة، وصارت الانقطاعات مفاجئة وكذلك الوصل، وهذا ما يتحدث عنه "أبو خالد" لـ "اقتصاد": "باتوا يطلقون عليها هنا (قطعة ولمعة) وهذا ما جعل أغلب الأعمال تتوقف فأنت لا تعرف بالضبط متى تأتي الكهرباء".

في شارع خالد بن الوليد حيث تنتشر المطابع بأنواعها توقفت أغلب أعمالها بسبب الكهرباء. يقول "أحمد" صاحب مطبعة: "نتأخر في تسليم كل طلبات العمل ومنها الكتب والبرشورات الاعلانية وأغلفة المنتجات الورقية، وأغلب الآلات تحتاج إلى تيار منتظم والمولدات مكلفة ولا تؤدي الغرض وبعضها أصيب بأعطال نتيجة التيار المفاجئ أو القطع غير المنتظم".

الريف.. عتمة وفقر

في الريف الغربي لدمشق أحوال الناس باتت لا تشبه حياة البشر مع كهرباء بالكاد تأتي، والقطع ليل ونهار، ولساعات طويلة جداً، يقولون أنها لم تكن في وقت الحرب.

"مجدي" من سكان حي الفضل يقول لـ "اقتصاد": "نخرج من مصيبة لندخل أخرى، ومنذ أيام خرجنا من حصار كورونا بعد ابتزاز لأكثر من شهر ومرض وجوع وصلت فيه الناس للتسول، وندخل اليوم في واقع الظلمة حيث يمكن أن ترى الكهرباء فيها لمدة ساعة".

"أم إبراهيم" من الريف الغربي تتحدث عن مصيبة أخرى ناتجة عن انقطاع الكهرباء الطويل: "ما دفعناه ثمن مونة الشتاء (فول وبازلاء) وقطعناه عن أفواه أبنائنا نرميه في الزبالة لأن المونة (انتزعت)، وحتى الماء البارد في هذا الحر صار حلماً".

البديل.. لا شيء

للإضاءة، لم تخرج (اللدات) من عالم السوريين كأحد الحلول التي أنتجتها الحرب التي شنها النظام، ولكن هذه لا تصلح لتشغيل براد وغسالة وفريزة كما يقول "خالد" لـ "اقتصاد": "البديل هو مولدة ذات قدرة كبيرة تتجاوز 5000 شمعة وهذه ثمنها لا نستطيع عليه فلدينا ما هو أولى من مرض وغذاء".

أسعار المولدات والبطاريات المستعملة التي تستخدم للسيارات خيالية فعلى سبيل المثال يصل سعر المولدة 5000 شمعة ما بين مليون و200 ألف ليرة، ومليون ونصف ليرة. وأما بطارية السيارة 100 أمبير فسعرها 225 ألف ليرة، ومنها النوع الكوري الأفضل فيصل سعرها إلى 250 ألف ليرة.

كل هذه المصائب المحدقة بالسوريين لم توقف خطاب النظام عن ضرورة الصمود ضد المؤامرة والحصار فيما حال الناس يشبه الموت إلا قليلاً.

ترك تعليق

التعليق