هل هو أسوأ عيد على السوريين.. معيشياً؟


عاشت الأسواق الكبرى في دمشق حالة ركود لم تشهدها سابقاً، خاصة في مواسم الأعياد التي كانت تعتمد عليها لتعويض خساراتها.

ألبسة الأطفال.. حرام عليهم

ولأن العيد فرحة للأطفال فإن جل تفكير الأهل هو أن يشاهدوا الابتسامة على وجوه أطفالهم لكن مصائب السوريين وعجزهم منع أغلبهم من تحقيق ذلك، والسوق المستعرة جعلت شعارها: "لباس أبنائكم حرام عليكم".

تقول "أم أحمد" من سكان كفرسوسة لـ "اقتصاد": "لا يشتري راتب زوجي لباساً لطفل واحد في العيد إذا كان سعر البنطلون 13 ألف ليرة والقميص 10 آلاف ومثله الحذاء الرخيص".

أما في أحياء الدحاديل ونهر عيشة، فلا تبدو الأمور أحسن حالاً وإن كانت البضاعة أقل جودة فالبنطال الولادي بين 5 – 7 آلاف ليرة، والقميص 4-6 آلاف.. فكيف يمكن لفقراء هذه الأحياء أن يواجهوا هذا الغلاء، وأغلبهم من العمالة اليومية أو من الموظفين البسطاء.

الصالحية.. ليست لنا

"إبراهيم" أحد شباب حي الميدان الدمشقي يرى أن بعض الأسواق باتت محرمة عليهم كالصالحية والجسر الأبيض، بعد أن كانت للطبقة الوسطى. ويتابع لـ "اقتصاد": "من الممكن أن تشتري من الحميدية وبعض الأسواق الشعبية والمحال النائية أما الأسواق الكبرى فهي لمن يملك المال".

وفي جولة على سوق الصالحية، تلمس صدق حديث "إبراهيم"، فعلى سبيل المثال: "سعر بنطلون الجينز 35 ألف ليرة، القميص بـين 12-19 ألف ليرة، وأما الأحذية فهي متنوعة وأوسطها جودة ما بين 15- 20 ألف ليرة".

الكساد.. أو التخفيض

تصريحات رسمية اعترفت بالكساد الكبير الذي تشهده أسواق العاصمة وريفها، وهذا ما يمكن أن يلمحه أي مراقب بسيط فالحركة تكاد تكون معدومة في النهار وبسيطة عند المساء، وهذا ما أكده رئيس القطاع النسيجي الذي صرح قبل أيام أن لا طلب على الألبسة رغم موسم العيد والتنزيلات.

المواطنون طالبوا التجار بتنزيل بضاعتهم أو أن مصيرهم هو الخسارة، كما يقول "مصطفى" من ريف دمشق الغربي: "الناس لا تملك القرار بالمقاطعة لكن واقع الحال هو من فرض عليهم الجلوس في بيوتهم وهذا ما حصل مع صفقة الموز عندما لم تستطع الناس الشراء وفق الأسعار فاضطر التجار لبيع الكيلو بـ 500 ليرة".

لكن "مازن" يرى عكس ذلك وهو من ريف العاصمة: "حتى لو هبطت الأسعار فالناس لا تستطيع الشراء لديها من المصائب ما يأكل رواتبها ومدخراتها".

أولويات.. أخرى

يقول "خالد" من سكان ريف دمشق الغربي إن الأولويات لدى المواطن هي تأمين لقمة عيش أبنائه لا تجديد لباسهم: "كورونا هي الرعب الذي نعيشه والفقر الذي نعاني منه لا يترك لنا مجالاً للتفكير حتى بشراء قطعة واحدة لكل طفل".

أما "سعيد"، فيسخر من سؤالنا له: "هل تعتقد أن من ليس لديه كهرباء لعشر ساعات، ولا يملك ثمن علبة بانادول بـ 3500 ليرة، ويعيش في رعب الكورونا.. سيفكر بشراء لباس للعيد!".

ربما يكون هذا أسوأ أعياد السوريين فقراً ومرضاً وخشية من الأيام القادمة، ولا طقوس للعيد الذي تبلغ تكلفة الأضحية فيه نصف مليون ليرة سورية، وأوبئة، واقتصاد ينهار على الجميع.

ترك تعليق

التعليق