مركز فحص الـ PCR بدمشق.. انتظر، وادفع بصمت


النظام الذي يبحث عن كل ما يسند خزانته الفارغة أسرع لافتتاح 10 مراكز لفحص PCR الخاص بكورونا، وفي نفس الوقت تضيق المشافي بالمرضى المرمين أمام أبوابها، والموتى الذين يخرجون بالعشرات نتيجة عدم وجود أجهزة تنفس لتبقيهم على قيد الحياة.

انتظار.. وذل

أمام مركز السابع من نيسان في كورنيش التجارة بدمشق تجمع العشرات بانتظار إجراء الفحص وهذا يعني ساعات من الانتظار، ولكن معاناة "محمود" من ريف دمشق الغربي، تبدأ من السادسة صباحاً حيث يخرج من بيته للبحث عن أقرب المراكز إليه، وأقلها زحاماً: "كي تصل إلى أحد المراكز وتحصل على بطاقة دور يجب أن تخرج من بيتك في السادسة صباحاً لأن الدوام يبدأ في الثامنة والنصف، وفي مركز أبو ذر الغفاري في المزة لم أجد مكاناً للوقوف فأتيت إلى هنا".


أما "أحمد" فيخشى في هذا الزحام أن يصاب بكورونا حيث الفوضى هي سيدة مؤسسات النظام، هذا عدا عن أولئك الذين يأتون من (فوق الأساطيح) أي أصحاب الواسطات، ناهيك عن سوء معاملة الموظفين. يتابع أحمد حديثه لـ "اقتصاد": "كأنهم يمنحون هذا التقرير مجاناً فالموظف يشعرك بأنك مضطر ومحتاج لرضاه".

ثمن زيارة باهظ

أما أغلب المنتظرين فهم من السوريين الذين تورطوا بالقدوم إلى سوريا لرؤية أهلهم ومن دول عدة، و"جابر" وصل إلى دمشق منذ شهرين من الأردن ويريد العودة: "كان من المقرر أن أغادر منذ أسبوعين لكن استفحال المرض أخّرني ولا بد من حصولي على هذا التقرير وأنا أنتظر منذ الساعة التاسعة صباحاً".

المركز يجري بين 20-25 فحصاً يومياً وأما المنتظرون على أبواب المراكز فعددهم بالمئات، والإجراءات تبدأ بالحصول على دور الفحص ثم إجرائه والذهاب إلى أحد فروع المصرف التجاري لدفع قيمة الفحص البالغة 126000 ليرة أي ما يعادل 100 دولار حسب سعر المصرف المركزي.

"رائد" أجرى الفحص منذ يومين، حيث قال له موظف المركز بأن يعود لاستلامه خلال 48 ساعة، وعليه أن يسافر إلى مصر.. يقول "رائد": "صلاحية التقرير 96 ساعة أي أربعة أيام وهو فقط لكي أتمكن من دخول لبنان حيث سأسافر عن طريق مطار بيروت إلى القاهرة ولا أعرف إن كان سيسمح لي بالمغادرة دون فحص آخر".

بين (البطر).. والموت

في مركز أبو ذر الغفاري اشتكى بعض المراجعين من الانتظار الطويل من أجل الحصول على إشعار البنك والسبب هو عدم وجود إيصالات بالإشعارات يقوم المركزي بإرسالها إلى المراكز.

أغلب المراجعين هم من المغتربين الذين جاؤوا في فترة الإجازات لزيارة من بقي من ذويهم، ومن الراغبين بالسفر، وآخرين من (البطرانيين) كما يصفهم أحد المتحدثين لـ "اقتصاد": "هؤلاء بطرانيين معهم مصاري ويريدون أن يطمئنوا على خلوهم من الفيروس أما الفقير فيموت على أبواب المشافي".

ترك تعليق

التعليق