ماذا يُدخن السوري؟.. سموم إيرانية وإماراتية ملونة


بات السوري حقل تجارب والسوق السورية مكبّ لنفايات التبغ الإيراني والإماراتي، وأما ما يمكن أن يُدخن فهو ما يمكن شراؤه بعد ارتفاع أسعار التبغ الوطني حيث وصلت علبة الحمراء الطويلة -فخر صناعة البعث- لـ 1800 ليرة مع توقعات بارتفاعات كبيرة بعد حرائق مستودعات الريجي في اللاذقية.

تبغ ألماني.. إماراتي

من الأنواع الرائجة وبسعر مقبول الـ Dinever وبسعر 1000 ليرة للعلبة، ونوعين طويل وقصير وصناعة ألمانية "لصالح الجمهورية العربية السورية"، هذا ما تجده على الغلاف الأنيق، وأما كيف وصل الدخان الألماني للسوق السورية مع حصار النظام، فهي قصة يرويها موظف جمارك لـ "اقتصاد".

يقول الموظف: "أغلب الدخان الذي كنا نستورده كان عن طريق الأردن ولبنان ولكن مع الحصار بقيت السوق الإماراتية هي التي تخدمنا ففي منطقة جبل علي يتم تصنيعه لصالحنا، وأما الجودة فليست مهمة، فالمواطن يبحث عن الدخان الرخيص والإنتاج الوطني لم يعد يكفي للسوق المحلية".


أصناف أمريكية وإيرانية

السوق السورية ليست خالية من بقية الأصناف فقد اتسعت أكثر بعد الحصار، وفي كل شهر يوجد أصناف جديدة أما المصدر فلا أحد يعرف ولا أحد يصرّح.

يقول "أبو خالد" أنه جرّب خلال أشهر قليلة أربعة أصناف آخرها (T.TIME) وهو دخان أمريكي، وأيضاً (كنج دوم) وهي بسعر 800 ليرة. ويتابع الرجل المقيم في دمشق حديثه لـ "اقتصاد": "فجأة يختفي الصنف من السوق أو يرتفع سعره فنبدأ من جديد رحلة البحث عن صنف رخيص وجديد".

أما عن الجودة فيقول "محمود" من كفرسوسة: "أغلب الدخان الموجود معفن وعليه نقاط صفراء وحتى البائع يقول لك عندي دخان مخزن ورخيص ولهذا يوجد إقبال على الأنواع الرخيصة وهذا ما تسبب بأمراض صدرية ومجهولة لكثير من الناس".

الإيراني أيضاً له حصته وبأسعار أرخص من الأمريكي، فيوجد صنفان هما (تتر) و(57) وأسعارهما ما بين 300-400 ليرة ولكن لا يوجد إقبال عليهما إلا من شريحة صغيرة من الشباب العاطل عن العمل، أو ممن يشترون الدخان بالسيجارة وهؤلاء مراهقون أو طلاب مدارس.


اختفاء سوق التهريب

الظاهرة الجديدة في سوق الدخان الأجنبي أن كل هذه الأصناف الرديئة والجيدة باتت تباع وتوزع من قبل مؤسسة التبغ ومعها ما يأتي به المهربون من لبنان، وما كان يعتبر جريمة قبل الحرب بات مسموحاً، فالسوق تحتاج لكل هذه الأصناف.

"أبو شادي" صاحب محل في الريف الغربي لدمشق، يقول لـ "اقتصاد": "لا يوجد عندي في المحل دخان مهرب كل هذه الأصناف مسموح بيعها، وعلى العكس الدخان الوطني لأنه قليل صار مثل الأجنبي أيام زمان، والزبون الذي يدخن الحمراء يدفع أكثر للحصول على دخانه، وكل يوم لدينا نوع جديد وأما الأسعار فهي (غالية)، باستثناء (كم صنف مضروب)".

سموم إضافية تدخل أجساد السوريين في بلد تحكمه عصابة لا تجد ضيراً في قتل شعبها بالرصاص أو على مهل بعلبة تبغ فاسدة.

ترك تعليق

التعليق