دمشق.. صورة إفطار، قد لا يتكرر قريباً


ستة أقراص فلافل بـ 500 ليرة سورية، ونصف كيلو فول بـ 1500 ليرة، فطور عائلة "أبو محمد" من حي الدحاديل بدمشق، أرسل صورته لـ "اقتصاد" مع عبارة: "قريباً لن نستطيع شراء هذه الأشياء الرخيصة سابقاً".


"من قريبو"

أما على الغداء فالأمر لا يختلف كثيراً، والمتاح هو الرز والبرغل مع قليل من المرق الممزوج بأقراص ماجي والبهارات، كما يقول "إبراهيم"، أحد سكان كفرسوسة القديمة، والتكلفة أيضاً باهظة. وأما عن الوجبات الأخرى يقول إبراهيم: "من الممكن أن تشتري كيلو بطاطا وكيلو كوسا وكيلو باذنجان مع البندورة وتصنع هذه الوليمة بـ 3000 ليرة".

مجمل ثمن الطعام اليومي لعائلة صغيرة كما يصفها "محمود" من الريف الغربي لدمشق: "من قريبو بدك 6000 ليرة يومياً عدا الخبز فالربطة 250 ليرة وتحتاج لربطتين بشكل وسطي يعني 500 ليرة".

يقسم "خالد" من جديدة الفضل بالريف الغربي لدمشق، على أن الفاكهة لم تدخل بيته منذ شهور، ولكنه يضيف لـ "اقتصاد" معلومة أكثر إيلاماً: "حتى لو طبخت ربة البيت البرغل أو الرز فإن السمنة والزيت يتم (تنقيطها) فقط كي تعطي بعض النكهة لأنها أيضاً أصبحت من محرمات الأسرة السورية بعد أن شطحت تنكة الزيت عن حاجز الـ 100 ألف ليرة، وعلبة السمنة النباتية كغ وصلت لحدود 10 آلاف ليرة أما (الأونا) فاللتر 4500 ليرة".

بين كورونا والجوع

يفاضل السوري اليائس بين الموت بكورونا والموت جوعاً، فيرى "قاسم" من معضمية الشام، أن الناس غير مبالية ليس لأنها لا تؤمن بالوباء وضرورة الوقاية منه، لكنها فلسفة سورية بامتيار يلخصها بالتالي: "الناس لم تعد ترتدي الكمامات من باب التوفير فثمنها ليس رخيصاً ولا تستطيع شراء الأدوية ولذلك يفضلون الموت بكورونا على حالة الركض وراء الرغيف التي باتت رحلة ذل لا نهاية لها".

"أبو أحمد" يرى أن كورونا والجوع يؤديان لنفس النتيجة: "السوري في الداخل ميت لا محالة، والمشافي لم تعد تتسع للمرضى سواء في المواساة أو سواها، وحياتنا تشبه الموت فلا فرق بين الموت بكورونا أو من الجوع".

التظام بدوره لا يهتم، فهو يفتتح المؤتمرات ومتاحف لأحذية باسل الأسد وبمئات الملايين، وأما السوريّ فينتظر إعجازاً سماوياً ينهي العذابات اليومية، إما برحيل النظام أو برحيله.

ترك تعليق

التعليق