مهندس زراعي: على المزارعين تغيير عاداتهم في درعا


شهدت محافظة درعا بجميع مناطقها يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الفائت، هطول زخات متفرقة من المطر، وذلك بعد فترة انحباس استمرت فترة طويلة، الأمر الذي شكل خطراً كبيراً على المحاصيل الزراعية البعلية، كالقمح والشعير، والمحاصيل العلفية، التي يعتمدها أهالي درعا كمصدر هام من مصادر الدخل في المحافظة.

وعبّر عدد من المزارعين، ممن تحدث إليهم "اقتصاد"، عن فرحتهم بالأمطار الهاطلة، لافتين إلى أنهم يشعرون الآن بارتياح كبير، بعد أن كانت محاصيلهم مهددة بالتلف، بسبب قلة الأمطار.

وأكد "غسان المحمود"، 47 عاماً، وهو مزارع، أنه وعشرات المزارعين قاموا بزراعة محاصيل القمح والشعير منذ فترة طويلة، على أمل سقوط الأمطار خلال تلك الفترة، لكن تأخر هطول الأمطار هدد بتعفن حبات البذار وتلفها، ما يعني تكبدهم خسائر كبيرة، مؤكدين أن هذه "المطرة" ستحسن من واقع الزراعات وتمنحها أسباب الحياة.

فيما يرى المهندس الزراعي عزيز المحمود، أنه لا داعي للقلق أو الخوف من تأخر هطول الأمطار، لافتاً إلى أن تأخر سقوط الأمطار أصبح حالة عامة خلال السنوات القليلة الماضية، نتيجة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.

ودعا المحمود المزارعين، إلى تغيير عاداتهم الزراعية، والتأقلم مع الظروف المناخية الجديدة، التي بدأت تنعكس بشكل كبير على الدورة الزراعية للمحاصيل.
 
مصادر مطلعة في مناطق المحافظة المختلفة، أشارت إلى أن الهطل المطري الأخير، على الرغم من قلة غزارته، وتأخره لفترة طويلة، إلا أنه بدد مخاوف المزارعين، وأنعش الآمال بتحسين واقع المحاصيل الزراعية الحقلية والأشجار المثمرة، إضافة إلى أنه سيسهم في نمو النباتات الرعوية، ورفد المصادر المائية والسدود بكميات جديدة، في ظل احتياجات المحافظة المتنامية لكل قطرة ماء، بعد تعرض مخازينها المائية خلال السنوات الماضية إلى استنزاف حاد.

وأضافت المصادر، أن نجاح الموسم الزراعي في المحافظة لا يتوقف على كميات الأمطار الهاطلة رغم أهميتها فحسب، بل على مدى توازنها وتوزعها على مراحل نمو النبات.

ولفتت المصادر إلى أن الموسم الزراعي الحالي، تميز عن المواسم السابقة بإقبال كبير من المزارعين والمستثمرين على زراعة المحاصيل الحقلية والعلفية، في ظل تراجع وانحسار فرص العمل المدرة للدخل في القطاعات الأخرى، نتيجة المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها.

وأشارت المصادر إلى أن المزارعين، وبسبب ظروف البلاد وما تعانيه من مشكلات اقتصادية ومعيشية، باتوا مجبرين على استثمار كل شبر متاح من الأراضي الزراعية، بعد أن أصبح القطاع الزراعي أكثر القطاعات إدراراً للدخل، سواء أكان بالنسبة للفلاح والمستثمر الزراعي، أو بالنسبة للأيدي العاملة، ولباقي أشكال العمالة في هذا القطاع.
 
وأضافت المصادر أن الموسم الحالي يتميز عن غيره من المواسم السابقة أيضاً، بتوالي ارتفاع تكاليف الإنتاج، من بذار وأسمدة ومحروقات ومواد مكافحة، وبارتفاع أجور الحراث والبذار والنقل، التي وصلت إلى أرقام قياسية بسبب قيام مؤسسات النظام برفع أسعار مكونات الإنتاج، وفتح الباب على مصراعيه لتجار الأزمات وضعاف النفوس من المقربين من النظام، للتحكم برقاب العباد وقوت يومهم.

وقالت المصادر أن أجور حراثة الدونم من الأراضي الزراعية، ارتفعت من 2500 ليرة سورية في الموسم الماضي إلى ما بين 5000 و 6000 ليرة سورية في الموسم الحالي.
 
وأضافت المصادر أن سعر كيلو بذار القمح، ارتفع من 275 ليرة إلى 500 ليرة سورية، والشعير من 200 إلى 450 ليرة سورية، والبيقية من 600 إلى 900 ليرة سورية، فيما ارتفعت أسعار الكرسنة والنعمانة والجلبانة إلى ما بين 800 و900 ليرة سورية، بعد أن كانت بـ 500 إلى 600 ليرة سورية، كما ارتفع كيلو الفول إلى نحو 1000 ليرة سورية، والحمص إلى نحو 1200 ليرة سورية بعد أن كان سعر الكيلو ما بين 600 و700 ليرة سورية في الموسم الماضي.

وقالت المصادر، إن أجرة استئجار الدونم "الضمانة" ارتفعت من 12 ألف في الموسم الماضي، إلى أكثر من 25 ألف ليرة سورية للمحاصيل الحقلية، وإلى أكثر من 40 ألف للمحاصيل الخضرية، مشيرة إلى أن الضمانات تختلف من منطقة إلى أخرى.
 
يشار إلى أن الخطة الزراعية المقررة في محافظة درعا للموسم الزراعي 2020- 2021 حسب مديرية زراعة النظام، تشمل نحو 9000 هكتار للقمح المروي، ونحو 78 ألف هكتار للقمح البعل، وحوالي 28 ألف هكتار للشعير.

ترك تعليق

التعليق