"نماء للاستثمار".. شركة "شام قابضة" جديدة في إدلب


تُعتبر شركة "نماء للاستثمار"، المشروع الاقتصادي الأضخم في إدلب، كما تعد باكورة أعمال المؤسسة العامة لإدارة النقد التابعة لـ "هيئة تحرير الشام". ويخشى مستثمرون بأن السوق الاقتصادية في المنطقة لم تعد لهم، فمن يستطيع مزاحمة رأسمال يتجاوز 10 مليون دولار قابل لزيادة متوقعة كون الشركة تفتح مجالاً لصغار المستثمرين في الحصول على أسهم بـ 100 دولار للسهم الواحد. كما يحلو للبعض مقارنتها بشركة "شام القابضة" التي أسسها النظام السوري قبل عقد ونصف من الزمن. على اعتبار أن مناطق المعارضة تشهد "شام قابضة" جديدة متمثلة في "نماء للاستثمار".

وعلى الرغم من كونها حديثة الإنشاء، دخلت الشركة في مجالات مدرة لأرباح فورية مثل تجارة المحروقات وهو ما جعلها تحقق أرباحاً صافية عن الفترة الأولى وهي الفترة الممتدة من 20 كانون الثاني وحتى نهاية شباط، بأرباح تعادل 600 ألف دولار.

وعلّقت الشركة على الأمر بأن مجلس إدارتها قرر توزيع أرباحٍ نقدية للمساهمين بنسبة 6% للقيمة الاسمية أي ما يعادل 6 دولار للسهم الواحد.

وذكرت أن الفضل لهذه الأرباح الاستثنائية يعود إلى زيادة نشاط استيراد المحروقات وزيادة معدلات تمويل الصفقات للشركات التابعة، ما ساهم بدعم إيرادات الشركة التشغيلية وبالتالي زيادة نسبة الأرباح.

تعرّف شركة نماء للاستثمار عن نفسها بأنها "شركة مساهمة سورية وتُعد أكبر شركة استثمارية في الشمال السوري المحرر حيث يبلغ رأس المال 10000000 دولار".

وتصرّح بأنها "تُعتبر باكورة أعمال ونجاحات المؤسسة العامة لإدارة النقد". وتقول إنها "تعمل بعدة مجالات استثمارية وتجارية كتجارة المحروقات، والتعهدات، والبناء، والعقارات، واستيراد البضائع، وتأسيس الشركات، وتمويل الصفقات، وغيرها من المجالات التي ترى فيها إدارة الشركة ما يحقق عائداً مُرضياً للمساهمين الكرام".

كما تتوقع تحقيق أرباحٍ سنوية بمعدل 20% حتى30% في نهاية العام.

ويأتي الإعلان عن "نماء للاستثمارات" بعد مشاريع حققتها مؤسسة النقد خلال الـ 3 أعوام الماضية والمتمثّلة بصناديق الاستثمار كصندوق الخير والذي حقق عائداً 29%، وصندوق نماء الذي حقق عائداً 20.5%، وصندوق البركة والذي حقق عائداً 44% بحسب الشركة.

الرأسمال الكبير والقدرة على الدخول في كافة مجالات الاستثمار في إدلب على اعتبار أن الشركة إحدى مشاريع السلطة التي تدير المنطقة يجعل من إمكانية المنافسة من مستثمرين آخرين أمراً بالغ الصعوبة.

  يعتبر أحد المستثمرين العاملين في مجال البناء والإكساء خلال حديث لـ "اقتصاد" أنه في حال دخلت "نماء للاستثمار" في مجال المناقصات التي تطرحها المنظمات الإنسانية وهو أمر متوقع وربما تكون قد دخلت فعلاً، فسوف "تسحب البساط من تحت الجميع"، وفقاً لتعبيره. ويتابع: "هناك مزاحمة من قبل تحرير الشام في كافة المجالات لدرجة أن معظمنا يخشى من الجلوس بدون عمل في المستقبل".

مستثمر آخر يعمل في مجال استيراد السلع الغذائية يعبّر لـ "اقتصاد" عن خشيته من الأيام القادمة التي ستكون صعبة على كل من يعمل في مجالات التجارة والبناء. ويتابع: "سيتوقف العشرات عن العمل نظراً لعدم القدرة على المنافسة فالسوق صغيرة ويمكن إغراقها ببضعة ملايين من الدولارات".

بينما يكشف آخرون بأن من يريد استكمال العمل فليس أمامه سوى خيار واحد وهو الدخول بشراكة مع السلطة المحلية في المنطقة لكن الأرباح ستكون ضئيلة مقارنة بالماضي.

على صفحات جريدة البعث قبل 14 سنة، صرح نبيل الكزبري رئيس مجلس إدارة شام القابضة أن الشركة "ستكون واجهة مشرقة ومشرفة لسورية الحديثة المتطورة حيث تضم نخبة رجال الأعمال السوريين الناجحين وستعمل وفق المعايير والأصول العالمية وبشفافية مطلقة وضمن القانون". وفي خطاب الإعلان عنها قالت "نماء للاستثمار" إنها "تأتي استمراراً لنهج إدارة الاستثمار والمشاريع التابعة للمؤسسة العامة لإدارة النقد في طرح الشركات الواعدة وتنفيذ المشاريع الناجحة".

ترك تعليق

التعليق