صحيفة موالية تناقش خفايا التسرب النفطي من محطة بانياس


طرحت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، عدداً كبيراً من التساؤلات، في معرض بحثها عن الأسباب الحقيقية لتسرب مادة الفيول من محطة بانياس، مشيرة إلى أن ما يقوله المسؤولون في المحطة، من أن التسرب بسبب قدم الخزان وتلفه، غير منطقي، وتفضحه الكميات الكبيرة التي انهالت إلى البحر، ما يدل بحسب الصحيفة، على أن هناك خللاً ما أو فساداً، هو من يقف وراء هذه الكارثة.
 
وأوضحت الصحيفة أنه لو كان الأمر مرتبط بقدم الخزان وتلفه، فلن يحدث التسرب دفعة واحدة، بل لا بد أن يكون هناك إشارات من خلال تسرب بسيط في البداية، قبل أن يتفاقم التلف، مشيرة إلى أن هذا الأمر وفقاً لرأي خبراء في علم المعادن، قامت الصحيفة بأخذ رأيهم.

ومن جهة ثانية تقول الصحيفة إنه يحيط بالخزان سواتر ترابية مرتفعة، ما يعني بأن الكميات المتسربة أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه، وهو أربعة أطنان من الفيول، لافتة إلى أن بعض المصادر أخبرتها بأن كامل الكمية الموجودة في الخزان والبالغة 13 ألف طن، قد تسربت إلى البحر، بدليل البقعة الواسعة من التلوث التي امتدت من سواحل بانياس وحتى سواحل جبلة واللاذقية.
 
وألمحت الصحيفة إلى أن الكثير من المراقبين والمتابعين، لديهم شكوك بوجود عملية فساد، تقف وراء هذا التسرب النفطي الكبير، مضيفة وعلى لسان أحد المسؤولين، بأن هذا الأمر لا يمكن كشفه إلا بعد مرور نحو شهرين، عندما يتم تنظيف الخزان وفحصه، والتعرف على مواضع التلف وحجمها، وفيما إذا كانت في أرضية الخزان أو جوانبه.

وفي السياق ذاته، علقت الصحيفة على الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي والتهكم منها، والتي يظهر فيها عمال يستخدمون التنكة والإسفنجة في شفط الفيول من البحر، حيث نقلت عن أحد المسؤولين في المديرية العامة للموانئ ومحكافحة التلوث، قوله، إن المديرية تملك زورقاً متخصصاً لمكافحة التلوث النفطي تم تدشينه في المركز البيئي البحري في بانياس، منذ عام 2005، لمعالجة الحالات الطارئة للانسكابات الزيتية في مصبي بانياس وطرطوس، وهو مجهز بحواجز مطاطية بطول 750 متراً، وبشفاط للبقع الزيتية، وخزانات لرش مذيبات ومشتتات لهذه البقع، كما أنه مجهز بخزانات سعة 30 طناً، مشيراً إلى أن هذا القارب أنفق عليه الملايين بالعملة الصعبة لمواجهة حوادث تلوث نفطي خطيرة كهذه.

 إلا أن مدير عام الموانئ العميد سامر قبرصلي، قال للصحيفة إنه مع الحادث الحالي الذي أدى إلى تسرب كميات كبيرة من الفيول من المحطة الحرارية في بانياس ووصولها إلى البحر ومن ثم استقرار أكثر هذه البقع على شواطئ صخرية أو مياه ضحلة في منطقتي بانياس وجبلة، تبين لهم أنه لا يمكن إدخال زورق مكافحة التلوث إلى مناطق ضحلة وصخرية (وخاصة أن طوله 25 متراً وغاطس 1.6 متر وعرض 6 أمتار) وبالتالي يتطلب معالجة الوضع بالطرق اليدوية، لافتاً إلى أن هذه الطرق متبعة في أرقى دول العالم.

وتساءلت الصحيفة أخيراً: ماذا تفعل التركسات و50 عاملاً بالتلوث في الماء؟ وكيف سيزيلون البقع؟ وكيف سيتم تنظيف الصخور؟ بالإضافة إلى أن الأمواج ستبقى تقذف الفيول إلى الرمال والصخور مدة طويلة جداً جداً.

ترك تعليق

التعليق