من إدلب إلى بقية أنحاء العالم... البطالة تحفز الشبان على السفر


تشهد محافظة إدلب عودة ملحوظة لحركة الهجرة بواسطة طرقات التهريب على الرغم من الرقابة المشددة التي تفرضها الحكومة التركية على كامل الحدود السورية – التركية.

 وتتنوع البلدان التي يقصدها الشبان الذين يغادرون إدلب هرباً من البطالة وانعدام فرص العمل، كما يدفع المهاجرون أموالاً كبيرة لمغادرة المنطقة.

تمكن "قصي" من الخروج من إدلب بواسطة أحد المهربين حيث كانت وجهته جزيرة قبرص اليونانية. ويقول لـ "اقتصاد" إن أكلاف الرحلة الشاقة التي بدأت بتمريره من الجدار العازل الذي شيدته تركيا على طول حدودها مع سوريا مروراً بتركيا ثم البحر باتجاه جزيرة قبرص بلغت قرابة 5000 دولار.

يتحدث قصي عن حصوله على عمل بمدخول مرتفع في مجال البناء ويضيف "لم أجد في إدلب أي فرصة عمل مناسبة كما أن الأجور فيها متدنية بشكل فظيع.. أحصل هنا على 50 دولار يومياً على الأقل مقارنة بـ 3 دولارات تمنح للعامل في إدلب".

أرقام صادمة

تجاوز مستوى البطالة في إدلب مستوى غير مسبوق. وكان فريق "منسقو استجابة سوريا"، رصد في استبيان مطلع العام الحالي وقوع نسبة لا تقل عن 89 بالمئة من السكان في حفرة البطالة، وذلك نظراً لأن المنطقة تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، بسبب فرص العمل القليلة وخسارة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها السكان كمصدر دخل رئيسي بعد سيطرة قوات النظام عليها، لا سيما مناطق الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي من محافظة إدلب.

 فرص العمل -بحسب الاستبيان- تطال الأشخاص في منتصف العمر أكثر من الأصغر سناً الذين تبلغ نسبة البطالة في أوساطهم 85 بالمئة، مقارنة مع من تفوق أعمارهم 35 سنة بنسبة 50 بالمئة.

ويضيف الاستبيان أنّ "فرص العمل منخفضة بحسب رأي 86 بالمئة من المشاركين، الذين يعتقد 64 بالمئة منهم أنه ليست لديهم فرص عمل أصلاً، وهؤلاء هم الأكثر تشاؤماً بين المشاركين".

"أكل العيش مرّ"

بالنسبة لسكان إدلب، تعد الأراضي التركية هي المحطة الرئيسية لأي هجرة. وفيما يستقر المئات في تركيا حيث بإمكانهم الحصول على عمل بدخل مقبول مقارنة بإدلب، يفضل كثيرون التعامل مع تركيا كمحطة سفر مؤقتة.

إضافة لقبرص اليونانية التي شهدت كثافة في الهجرة باتجاهها، يجد المهاجرون من إدلب فرصاً عديدة أمامهم فور وصولهم إلى تركيا مثل مصر ومالطا وأوروبا.

يقول عدنان وهو أحد المهاجرين إلى مصر إنه تمكن من الحصول على جواز سفر (من قنصلية النظام السوري) وتأشيرة سياحية ومغادرة تركيا نحو مصر بكلفة تقارب الـ 3500 دولار.

بينما يتحضر سعيد وهو شاب من إدلب للسفر نحو مالطا التي تعد جزيرة أوروبية وتقع في البحر الأبیض المتوسط كما تتمتع بموارد كبيرة واقتصاد مزدهر، لكنه لا يخفي قلقه من "هذه السفرة.. سمعت أن تعامل الحكومة مع اللاجئين ليس جيداً".

أما مؤيد فتمكن بعد دفع مبلغ 1800 دولار من دخول كردستان العراق بعد حصوله على تأشيرة سياحية.

ترك تعليق

التعليق