هل تخلى بشار الأسد عن مسؤولياته في إدارة اقتصاد البلاد؟


روى لي صديق في الداخل السوري، أن وجهاء من أبناء الطائفة العلوية اجتمعوا فيما بينهم وقرروا أن يترقبوا زيارة بشار الأسد إلى قصره في اللاذقية ومداهمته هناك ووضعه في صورة المعاناة التي تواجهها الطائفة، تحديداً في الجانب المعيشي.

يقول هذا الصديق، الذي أكد أن الحادثة رواها له أحد أبطالها، أن الوجهاء والذين كان عددهم نحو 30 شخصاً، علموا أن بشار متواجد في اللاذقية، فذهبوا إليه دون موعد وتجمعوا أمام قصره طالبين مقابلته.. وبعد أخذ ورد مع الحرس، سمح لهم بشار بالدخول، وطلب منهم أن يختاروا واحداً لكي يتحدث باسمهم، ومعهم ربع ساعة فقط لأنه مشغول.

يتابع الصديق، أنه بالفعل نهض أحدهم وأخذ يقص على الرئيس معاناتهم وكيف أنهم قدموا خيرة شبابهم فداء لـ "الوطن"، وها هم اليوم لا يجدون الخبز ليأكلونه، وقد ساءت أحوالهم كثيراً، وخصوصا أنه لا يوجد عندهم مغتربين لكي يدعمونهم، ولا يملك أبناءهم سوى الوظيفة الحكومية، التي لم يعد يكفي راتبها لتغطية مصاريف يوم واحد للأسرة.

وعلى ذمة هذا الصديق أو على ذمة من روى له، أن الرئيس وبعد أن انتهى "الوجيه" من كلامه، توجه لباقي الوجهاء بالكلام، محاولاً إيصال فكرة لهم، أنه زعيم سياسي للبلد ولا يتدخل بالشؤون الاقتصادية، وقال لهم إن اللجنة الاقتصادية هي المسؤولة عن الوضع الاقتصادي وهو لا يتدخل بعملها، ثم طلب منهم أن يذهبوا لمقابلة أعضاء هذه اللجنة وأن يشرحوا قضيتهم ومعاناتهم لها.

يعلّق هذا الصديق على هذه الحادثة، وهو على فكرة إعلامي، أن ما يجعله يصدق ما جرى بين "الرئيس" والوجهاء، هو أن وسائل الإعلام توقفت منذ فترة، وبالذات بعد الزلزال والتقارب العربي معه وحضوره للقمة العربية، عن نقل تصريحات لبشار الأسد يتحدث فيها عن الوضع المعيشي الداخلي وتحسينه، وأصبح الأمر متروكاً بالفعل للحكومة، التي يتخبط أعضاؤها في مواجهة مطالب الناس وشكواهم من الحالة التي وصلوا إليها.

ويرى أيضاً أن النقمة من أبناء الطائفة العلوية على بشار الأسد، تصاعدت في الآونة الأخيرة، وأصبحوا يشتمونه في العلن ويسخرون من ظهور زوجته المتكرر على الإعلام بصورة مغايرة للواقع الذي تعيشه البلد.

لكن ذات الصديق يرى أن الرهان على أبناء الطائفة العلوية لكي يحدثوا انقلاباً داخل بنية النظام، لا يزال من الصعب التعويل عليه، إن لم يكن من المستحيل.. لأنه فات الأوان بحسب قوله، بعد أن وضعوا بيضهم كله في سلة واحدة.

ومن جهتي أرى أن الحادثة قد تكون صحيحة أو لا تكون، ولكن كونها تُروى ويتم تداولها، فهذا يعني أنها تعكس المزاج العام داخل سوريا الذي بات على قناعة بأن "الرئيس" منفصل عن الواقع، وأنه اليوم ليس هو من يسيطر على البلد.

ترك تعليق

التعليق