إنتاج الكهرباء في 2023 تراجع إلى مستويات العام 1993


كشف أحد المواقع الإعلامية الموالية للنظام أن الإحصائية التي أصدرتها وزارة الكهرباء عن إنتاج الكهرباء في سوريا، تشير إلى تراجع كبير هو الأول من نوعه على مدار العقود الثلاثة الماضية، حيث انخفض إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد في عام 2023 إلى (12.900 مليار كيلو واط ساعي)، وذلك بنسبة 29% مقارنة بإنتاج العام 2022 والبالغ حينها (18.216 مليار كيلو واط ساعي)، وتراجع بنسبة 74% مقارنة بإنتاج عام 2011، وبات يلامس إنتاج عام 1993.

وقال موقع "أثر برس" الموالي، إنّ الرقم الذي صدّرته وزارة الكهرباء يوم أمس، حول إجمالي إنتاج البلاد من الطاقة الكهربائية، ليس رقماً عادياً- إن كان دقيقاً-، وإنما يشير في مضمونه لتأكيد فعلي على عدم نجاح الخطة التي كانت مرسومة للقطاع الكهربائي قبل 3 سنوات، متسائلاً: ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟

وأوضح أن العودة تاريخياً إلى السنوات الماضية لإنتاجية البلاد من الكهرباء من مختلف مصادرها في الإطار العام، تبين حجم التغيرات التي طرأت والتطورات التي حدثت في قطاع الكهرباء، ففي عام 1990 كانت سوريا مكتفية كهربائياً، وبحجم إنتاج أقل مما هو ينتج حالياً، وذلك لعدم وجود استهلاك كبير آنذاك، حيث كان إنتاج سوريا حينها (11.611 مليار كيلو واط ساعي/11611 جيغا واط ساعي).

ثم بدأ الإنتاج يزداد بالتوازي مع التطورات الاقتصادية المحلية، وتوسع وزارة الكهرباء بعدد محطات التوليد في البلاد لاحقاً ليرتفع تدريجياً إلى (12.638 مليار كيلو واط ساعي/12638 جيغا واط) في عام 1993، ثم وصل إلى (25.217 مليار كيلو واط ساعي/ 25217 جيغا واط) عام 2000، ثم ارتفع بعد 10 سنوات إلى (49.253 مليار كيلو واط ساعي) في عام 2011 أي في مرحلة "ما قبل الحرب"، وهي كانت ذروة الإنتاج محلياً على مرّ تاريخ الكهرباء البلاد، بحسب بيانات (الوكالة الدولية للطاقة IEA) وبيانات وزارة الكهرباء الرسمية التي تم الحصول عليها.

وأشار الموقع أنه منذ بداية عام 2012، بدأ إنتاج البلاد بالانخفاض تدريجياً، ليسجل أدنى مستوى له في عام 2016 عندما أنتجت البلاد (17.600 مليار كيلو واط ساعي)، ولكن خلال السنوات اللاحقة حتى نهاية عام 2022، مرّ إنتاج الكهرباء بحالة عدم استقرار بين ارتفاع وانخفاض، فبعد أن وصل إلى (26.001 مليار كليو واط ساعي) في عام 2019، عاد لينخفض إلى (18.216 مليار كيلو واط ساعي) نهاية عام 2022.

أمّا في عام 2023 فقد بلغ إنتاج وزارة الكهرباء لوحدها نحو (12.9 مليار كيلو واط ساعي/ 12900 جيغا واط)، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الكهرباء في مذكرة صادرة عنها حول الأعمال المنجزة خلال العام الحالي.

وبحسب المذكرة، التي نقلت مضمونها صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، "بلغ إجمالي توليد الكهرباء لهذا العام ما يزيد على 13.3 مليار كيلو واط ساعي، منه 12.9 مليار كيلو واط ساعي من إنتاج المحطات التابعة لمؤسسة توليد الكهرباء، أما الكمية المتبقية فهي من إنتاج المحطات التابعة لوزارة النفط والثروة المعدنية ووزارة الموارد المائية".

وعلّق موقع "أثر برس" على تصريحات وزير الكهرباء غسان الزامل، الذي أكد في نهاية العام 2021 بأن إنتاج البلاد من الكهرباء سوف يتحسن في العام 2023 بعد الانتهاء من إجراءات تقوم بها الوزارة تتنوع بين صيانة وإنجاز مشاريع في هذا الإطار، وكشف بنفس الوقت عن مشاريع عربية كبيرة ستزيد من كميات الكهرباء في البلاد، مضيفاً أن هناك كميات من الكهرباء سيتم ضخها العام القادم، وسيكون هناك تحسن ملحوظ في 2022، أما في 2023 سيعود إنتاج الكهرباء لما قبل عام 2011، حيث لفت الموقع بأن ما حدث هو العكس تماماً، حيث تراجع إنتاج الكهرباء في العام 2023 إلى ثلاثة عقود إلى الوراء.

وتساءل الموقع: لماذا عام 2023 هو الأسوأ كهربائياً على الرغم من أن أعمال الصيانة لمحطات التوليد التي قامت بها وزارة الكهرباء لم تتوقف على مدار السنوات الماضية وحتى نهاية العام الجاري، من بينها إدخال مجموعتين من محطة توليد حلب الحرارية، وكذلك إنشاء محطات جديدة كاستكمال توسع محطة دير علي جنوب دمشق، وبناء محطة الرستين في اللاذقية.. وغيرها، لكن هذا العام كان هناك انخفاض ملحوظ أكدته الأرقام الكهربائية المنشورة.

وأجاب الموقع ، بناء على تصريحات المسؤولين في وزارة الكهرباء بأن السبب هو أن التوليد يرتبط بكميات الغاز والفيول التي تصل للوزارة، وهي كميات تتناقص باستمرار، الأمر الذي يؤثر على طاقة التوليد.

ترك تعليق

التعليق