حكومة الأسد تنوي رفع تكاليف الخليوي والنت...مقارنة بالأرقام مع الأسعار العربية والعالمية

حقيقة ربما يعلمها الكثيرون، ويجهلها آخرون...وهي أن تكلفة الاتصالات الخليوية والإنترنيت على المستهلك السوري، هي من الأعلى عالمياً، وفي مقدمة أغلى التكاليف الخدمية في المنطقة العربية.

لكن ذلك لم يضع حداً بعد لنَهَمِ أساطين المال السوري المرتبط بالسلطة، فشركتا "إم تي إن" و"سيرياتيل"، تضغطان الآن على حكومة الأسد، لرفع أسعار المكالمات الخليوية وخدمات مؤسسة الاتصالات.

لكن هل تعلم أن سوريا تأتي في المرتبة الثانية عربياً وإقليمياً من حيث ارتفاع أسعار خدمة "SMS"، حسب تقرير متخصص صادر في العام 2010.

وهل تعلم أن سوريا هي الثانية عربياً أيضاً من حيث أرباح القطاع الخاص المحلي في مجال الاتصالات الخليوية، أي أن أرباح شركتي "إم تي إن" و"سيرتيل"، المملوكتين لرامي مخلوف وجماعته، هي الثانية في المقدمة على مستوى الوطن العربي، حسب تقرير متخصص أيضاً، صدر في العام 2012.

وهل تعلم أن تكلفة الاتصالات الخليوية في سوريا، حسب مواقع مواليّة، ما تزال تقدّر بثمانية أضعاف نظيرتها في أغلب دول العالم.

يضاف إلى ذلك خدمة الإنترنت الباهظة الثمن حيث أن تحميلك لملف يقدر بـ 25 ميغا بايت يكلفك دولاراً، حسب أسعار مطلع العام 2011.

في الوقت الذي تعاني فيه سوريا من الأجور المتدنية، والتضخم المتصاعد، والليرة المتهاوية، وسيطرة الشركتين، اللتين تتبعان للأسرة الحاكمة وحلفائها، على قطاع الخليوي.

ويعاني أغلب المشتركين في هاتين الشركتين من خدمات سيئة ومأجورة في نفس الوقت، في حين تتسابق الشركات في كل دول العالم في عروض مذهلة وبالمجان، لخدمة المستهلك.

بالإضافة إلى خدمة التجوال الغالية الثمن وخدمة الإنترنت "ثري جي" التي قد تكلفك شهرياً بمعدل وسطي ما بين 20 – 50 دولاراً و دون أن تستفيد منها ومن سرعتها في التحميل أو مشاهدة الفيديو في حين أن مثل هذه الخدمة لا تكلف في كندا أكثر من عشرين دولاراً.

هذا وتكلف دقيقة الخليوي في سوريا حوالي من 4 -6 ليرات في حين أن دقيقة الخليوي في مصر لا تزيد عن نصف ليرة سورية، وهي أسعار العام 2011، مرة أخرى.

حسب صحيفة محلية، فإن الشركتين المشغلتين للخليوي، أوضحتا أن التكلفة المرتبطة أساساً بالنفقات التشغيلية الناجمة عن ارتفاع أسعار المدخلات، قد تفاقمت، وخاصة حوامل الطاقة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف العقود الاستثمارية الخارجية المبرمة بالقطع الأجنبي، لصيانة الشبكات وتحديثها، وارتفاع تكاليف صيانة مكونات شبكات الاتصالات التي تعرضت للتدمير وخروج أجزاء كبيرة من شبكات الاتصالات عن الخدمة، أو توقفها عن العمل لمدد طويلة، مع تناقص عدد المشتركين وحركتهم.

انتبه إلى الجملة الأخيرة...."تناقص عدد المشتركين وحركتهم"...فبعد أن هجر سوريا أكثر من مليوني سوريّ، واعتقل مئات الآلاف من شبابها وبناتها، وقُتل أكثر من 100 ألف منهم، ودخول 60% من شبابهم دائرة البطالة، وولوج 20% منهم إلى عالم الفقر المدقع.

تريد شركتا "سيريتل" و"إم تي إن"، تعويض خسائرهما...فمصدر رزقهم ونهبهم....المواطن السوري....هو في أسوأ حالاته اليوم....بفعل الآلة الأسدية العسكرية....فكان الحل...زيادة التكلفة على من بقي من السوريين قادراً على الاتصال الخليوي واستخدام الإنترنيت، رغم تردي مستوى الخدمات بصورة هائلة لأسباب مخابراتية في معظم الأحيان...وتردي المستوى المعيشي لجزء كبير من السوريين بفعل التداعيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية لحرب النظام على شعبه.

وكما كان متوقعاً، فوزراء حكومة الأسد، فعلياً، هم مدراء تنفيذيون لشركة الأسد العائلية التي تملك الأرض السورية بمن عليها، وبما فيها، حسب عُرف العائلة الحاكمة للبلاد، لذا من المُتوقع أن توافق الحكومة على اقتراح وزارة الاتصالات برفع أسعار الخليوي وخدمة الإنترنيت وفق السيناريو الآتي:

"....تكون زيادة أجر الاشتراك الشهري من 40 ليرة إلى 100 ليرة، والإبقاء على حصول المشترك على 100 مكالمة محلية مجانية شهرياً، وزيادة سعر المكالمة المحلية 3 دقائق من 0.6 ليرة إلى 0.75 ليرة، وكذلك سعر الاتصال عن طريق الإنترنت إضافة إلى زيادة سعر الدقيقة القطرية الواحدة في ساعات الذروة، من الساعة 9.00 صباحاً حتى الساعة 10.00 مساء، من 1.5 إلى 2.5 ليرة. مع البقاء على سعر الدقيقة القطرية الواحدة 1.5 ل.س خارج ساعات الذروة، من الساعة 10.00 مساء حتى الساعة 9.00 صباحاً، وطوال أيام الجمعة، وبالوقت نفسه يتم رفع سعر الترابط الشبكي مع الهاتف الخلوي (بالاتجاهين) بزيادة سعر الدقيقة من 1 ليرة إلى 2 ليرة. والإبقاء حالياً على أسعار الاتصال العريض الحزمة بالإنترنت ADSL كما هي علماً أن هناك دراسة جادة لزيادة هذا السعر".