على وقع قرع طبول ضربة عسكرية أمريكية متوقعة ... العائلات السورية تخزن الغذاء

تتأهب العائلات السورية، لاحتمالات الضربة العسكرية الأمريكية المتوقعة، وغير معروفة المدى أو التوقيت، عبر شرائها ما أمكن من المواد الغذائية التي يمكن تخزينها، خوفاً من فقدانها وارتفاع أسعارها في الفترة القادمة.
معظم العائلات ورغم شح السيولة النقدية، وحالة العوز التي يعيشها السوريون إلا أن تأمين المواد الغذائية وتخزينها، أصبح من الأولويات، مع تسارع وتيرة وحدة التصريحات التي تنبئ باقتراب موعد الضربة العسكرية المحتملة.
ورغم تغير النمط الاستهلاكي لدى الناس في سوريا خلال العامين الفائتين واقتصاره فقط على الحاجات الملحة، إلا أن ترشيد الاستهلاك لم يغير من واقع الغلاء شيئا، وتخشى العائلات بداية ارتفاعٍ جديدة في الأسعار، وهذا ما يقوله أحد خبراء الاقتصاد الذي فضل عدم ذكر اسمه، متوقعاً أن يشهد الدولار في الأيام القليلة القادمة وبفعل التصعيد السياسي ارتفاعاً كبيراً، الأمر الذي سيكون له آثار سلبية على أسعار المواد والسلع، علاوةً عن ما ستشهده السوق من غيابٍ للعديد من السلع، واختفاء البعض الآخر منها والتحكم بأسعاره من قبل التجار.

ويبدو أن المواطن السوري التقط مبكراً أهمية تخزين مؤونة الحرب، فأبو شفيق، رب أسرة يقطن في دمشق، يخبرنا أنه يفتقد إلى السيولة النقدية لكن مع ذلك، يحاول تدبر أموره، لشراء العدس والرز والبرغل والزيت، وغيرها من المواد الأساسية، ويعلق أبو شفيق قائلاً: مرت فترات قاسية علينا خلال العقود الماضية وفي الثمانينات تحديداً، لكن لم تمر علينا أيام بهذه القسوة التي نعيشها اليوم، ويكمل قائلاً: "مافي رخيص بهالبلد غير البني آدم".

وجملة أبو شفيق الأخيرة هي الأكثر تداولاً بين السوريين هذه الأيام، فالغلاء أرخى بظلاله الثقيلة على العائلات التي تعاني من فجوةٍ حادة بين مستويات الأجور وبين احتياجات الحياة الأساسية، وتأتي محاولات السوريين اليوم بتخزين مؤونة الحرب، في الشهر الذي يعتبر الأكثر استنزافاً لجيوب السوريين، كونه شهر المونة والتحضير للمدارس.

وعلى ذلك تعلّق رحاب، موظفة وربة منزل، "لا يمكننا هذا العام العمل على تأمين مونة الشتاء، وأقصى ما نعمل عليه حالياً هو تأمين المواد الغائية وتخزينها خوفاً من الحرب، والآن أحاول شراء الطحين، ربما سنضطر حتى لصنع الخبز في البيوت."

ولاحظ أصحاب المحلات ازدياد الطلب وبكميات كبيرة على المواد الغذائية الناشفة بشكلٍ خاص, وتوقع أن يغير النجار أسعارها خلال الأيام المقبلة، حتى لو بقي الدولار ثابتاً فإن التجار سيعلموننا بتغير السعر بسبب ازدياد الطلب وقلة الأصناف، حسب ما يخبرنا "رائد صاحب أحد محلات بيع المفرق".
لم يقتصر تأهب السوريين للحرب فقط على تخزين المواد الغذائية، إنما ذهبت بعض الأحياء إلى تجهيز الأقبية، ودعمها بالمواد الغذائية.

ترك تعليق

التعليق