بين كفار قريش وعصابات الأسد ..من حصار مكة إلى حصار حمص ... هل يعيد التاريخ نفسه؟!

بين حصار مكة وحصار أحياء حمص .. هل يعيد التاريخ نفسه؟! هكذا تساءل ناشط على "فيسبوك" يطلق على نفسه اسم" ثائر من الخالدية" معتبراً في مقارنة بسيطة أن المسافة الزمنية بين حصار كفار قريش للمؤمنين في مكة، وحصار عصابات الأسد لأحياء حمص المحاصرة مسافة بعيدة.

والبعد الجغرافي بين شعب أبي طالب وبين مدينة حمص كبير أيضاً، لكن وعلى الرغم من هذا وذاك فهناك فروق وتماثلات بين الحصارين. فحصار شعب أبي طالب تضيق مساحته الجغرافية حتى لا تتجاوز بضع مئات الأمتار، وحصار أحياء حمص يتسع ليشمل أربعة عشر حيا أي ما يقارب نصف مساحة مدينة حمص. 
وفي هذا توسيع لنطاق الحصار المعاصر عن نطاق حصار المؤمنين في مكة، والمحصورين في شعب أبي طالب لم يتجاوزوا المائة أو المائتين. 

أما في مدينة حمص فقد تجاوز عددهم أكثر من ستمائة عائلة محاصرة عدا الشباب المقاتلين المدافعين عنهم وعن أحيائهم، ويمضي ثائر الخالدية قائلاً: على الرغم من الحصار الاقتصادي والاجتماعي والنفسي في حصار قريش لمحمد _صلى الله عليه وسلم_.ومن دخل معهم، فحصار عصابات الأسد اليوم لأحياء حمص يتجاوز هذه الأطر ليضيف حصاراً عسكرياً يمطر الأرض بوابل من قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات والاسطوانات والبراميل المتفجرة والطيران الحربي، ويستهدف بذلك جميع المحاصرين وخاصة المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.

ويضيف ثائر الخالدية إن حصار أحياء حمص المحاصرة اليوم يمثل جريمة بكل المقاييس. والضعف المصاحب لهذا الحصار والصمت من قبل المجتمع الدولي والضعف السياسي من المعارضة الخارجية المتمثلة بالائتلاف الوطني، وتخاذل بعض الألوية والكتائب الموجودة في الريف الشمالي وحي الوعر وعدم قيامهم بأي عمل حقيقي للمساعدة في فك الحصار، وحتى التشتت والضعف الداخلي الموجود داخل الأحياء المحاصرة بين الألوية والكتائب كل ذلك يدعو للحسرة والألم. 

ما يقارب خمسمائة يوم على حصار أحياء الثورة بحمص الذي يعاني تحت وطأته نساء وأطفال شيوخ وشباب  وأعداد كبيرة جداً من الجرحى في ظل انعدام كامل للمواد الغذائية والطبية وانعدام لكافة سبل الحياة، جثث شهداء تحمل وأخرى تبقى على الأرض، الحدائق الصغيرة داخل الأحياء والمنازل تحولت إلى مقابر للشهداء.

لا خبز ولا كهرباء ولا حتى دواء للأطفال، ما يقارب ستمائة عائلة تموت ببطء وصمت إن لم يقتلوا بقذائف النظام وطائرته فهم يقتلون صبراً. 
هل هم موتى أم من يصمت ويتخاذل عن تقديم أي شيء لهم هم الموتى؟ أعداد الشهداء والجرحى في تزايد كل يوم ولا وجود لأي ثغرة لإخراجهم لتلقي العلاج المناسب في المشافي، خمسمائة يوم والمحاصرون يستصرخون إخوانهم خارج الحصار في مد يد العون لهم ولكن لا حياة لمن تنادي، تلك مؤشرات على قرب انفجار لا يعلم نهايته إلا الله.

ترك تعليق

التعليق