وفق تصنيف عالمي..جواز السفر السوري تحت حكم الأسد..عديم الفائدة في 179 بلداً

لافرق كبيراً، بين حال الجواز السوري وأسوأ جواز سفر على الإطلاق في العالم (جواز السفر الأفغاني)، فالأخير يسمح لحامله فقط بدخول 28 بلداً حول العالم بدون تأشيرة، ومعظمها بلدان صغيرة ومدقعة الفقر، ولاوزن لها على خريطة العالم.
أما جواز السفر السوري تحت حكم عائلة الأسد فيسمح بارتياد 39 بلداً بدون تأشيرة سفر، وهو ما يعني أنه مثل الجواز الأفغاني في السوء، إن لم يكن أسوأ منه، لاسيما إذا تذكرنا أن الـ11 دولة التي تمثل الفارق بين الجواز السوري والأفغاني، إنما تعود في معظمها للدول العربية، وإن الدول التي "ترحب" بحاملي الجواز السوري بلا تأشيرات إنما هي أشباه دول موزعة على خرائط منسية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.

وحسب أحدث تصنيف عالمي لقوة جوازات السفر حول العالم، ومدى احتياج حملتها للتأشيرات من أجل التنقل بين البلدان، فإن جواز السفر السوري ليس سوى وثيقة عديمة الفائدة في 179 بلداً، من أصل 218 بلداً وكياناً شملها مسح مؤسسة "هينلي أند بارتنرز" المتخصصة في قضايا السفر والإقامة حول العالم. 

وفي المقابل تربعت دول: فنلندا و بريطانيا والسويد، في صدارة جوازات السفر الأقوى، حيث يمكن لحاملي جوازات هذه الدول السفر بحرية ودون حاجة لتأشيرة إلى 173 دولة عبر العالم ، وتلتها كل من: الدنمارك و ألمانيا ولوكسمبورغ والولايات المتحدة، حيث بوسع حاملي جوازات هذه الدول أن يجوبوا بها 172 بلداً دون أي عوائق، ثم جاءت بلجيكا وإيطاليا وهولندا، بواقع 171 بلداً.
وتذيلت أفغانستان الترتيب حيث لم يتخط عدد الدول التي تسمح لحاملي الجواز الأفغاني بدخولها دون تأشيرة 28 دولة.

وعربياً، جاءت دول الخليج متقدمة نسبيا على نظيراتها، فجاءت الكويت (الأولى عربيا) في المركز 52 عالمياً مع جواز سفر يخول مواطنيها الدخول إلى 77 بلداً دون تأشيرة، تلتها الإمارات في المرتبة 56 بواقع 72 دولة، ثم قطر فالبحرين، ثم المملكة العربية السعودية في المركز 64 عالمياً.

وحلت تونس في المركز 65 عالمياً بواقع 63 بلداً لاتطلب تأشيرة من حاملي جوازها، ثم موريتانيا بواقع 55 دولة، فالمغرب بـ51 دولة.

وجاء الأردن في المركز 88 عالمياً بواقع 44 دولة، ثم اليمن وجزر القمر بـ43 دولة، وجيبوتي بواقع 40 دولة، أما سوريا تحت حكم الأسد فليس لحاملي جوازها حظ سوى في دخول 39 دولة، بدون تأشيرة.

وليس السودان ولبنان أفضل حالاً إذ إن جوازي هذين البلدين لا يسعفان سوى في 38 دولة، وحل العراق في المركز 92، أي ما قبل الأخير عالميا بواقع 31 دولة تسمح لمواطنيه دخولها بلا تأشيرة.

ومع هذا الترتيب العالمي، يتذكر السوريون واقع جواز سفرهم المزري بحسرة بالغة، لاسيما عندما يقرنون "هزال" هذا الجواز، بمقدار التكاليف المترتبة على إصداره، والتعقيدات التي تصادفهم، حيث لاتقل تتراوح تكلفة إصدار الجواز الواحد بين 4 و15 ألف ليرة، هذا عدا عن الرشاوى والإتاوات التي تؤخذ من السوريين من قبل شبكات المعقبين والموظفين المعنيين بإصدار الجوازات.

أما في خارج سوريا فإن تكلفة إصدار جواز السفر تتضاعف لتقارب 80 ألف ليرة، فضلا عن التأخير الكبير في استلامه.
وإذا تذكرنا أن متوسط العائلة السورية يقارب 5 أشخاص، وأن القانون يفرض إصدار جواز سفر لكل فرد راغب بالسفر مهما كان عمره، فإن تكلفة إصدار جوازات سفر لعائلة واحدة تقارب 100 ألف ليرة، يدفعونها ليحصلوا على وثائق "عديمة الفائدة" في حوالي 180 بلداً حول العالم!

ترك تعليق

التعليق