مصدر لـ"اقتصاد": أتاوات وسرقات في الغوطة الشرقية تضعف الجيش الحر وتزيد من فاعلية "جبهة النُصرة"

لم يعد خافياً على أحد أن هناك "جريمة منظمة" في بعض المناطق المحررة بسوريا، تُعقّد المشهد الميداني، وتزيد من الضغوط على الجيش الحر، وتخدم مصلحة بعض الكتائب الإسلامية، وتُضيّق من هامش الحاضن الاجتماعي للثورة.
بهذا الصدد، تحدث مراقب مطلع على خبايا توازنات الكتائب المقاتلة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فضّل عدم الكشف عن اسمه، موضحاً أن هناك جماعات في الغوطة مهنتها الأتاوات والسرقات.
وأضاف المراقب مفصّلاً لـ"اقتصاد" أن سعر ربطة الخبز داخل بلدات الغوطة وصل إلى 400 ليرة سورية، وكيلو البطاطا وصل إلى 300 ليرة، أما لتر المازوت فبِيع مؤخراً في حمورية مثلاً بـ 300 ليرة.

ويستطرد المراقب بأن الارتفاع الكبير لأسعار السلع والمواد الأساسية في الغوطة الشرقية يرتبط بعاملين، الأول، بطبيعة الحال، هو الحصار المفروض من جانب النظام على تلك المنطقة المحررة من الريف، أما العامل الثاني فيتعلّق بعصابات السرقة والأتاوات التي تنشط بصورة شبه علنية في تلك المنطقة.

ويضيف المراقب أن كتائب الجيش الحر العاملة في تلك المنطقة عاجزة عن التصدي لعصابات السرقة والأتاوات، لأنهم من أبناء المنطقة، خشية حصول اقتتال وصدامات بين العائلات الكبيرة في بلدات الغوطة، ناهيك عن خشية تلك الكتائب من أن تقع بين سندان تلك العصابات ومطرقة هجمات النظام، لذا قررت ترك تلك العصابات لحالها، معتمدة على الشخصيات البارزة في كل منطقة كي تلعب دوراً في التخفيف من طغيان تلك المجموعات.

ويعقّب المراقب بأن هذا الواقع يزيد من حالة الاستياء لدى سكان تلك المناطق جرّاء أداء كتائب الجيش الحر، التي لم تدقق في منتسبيها، فالتحق بها البعض ممن يملكون تاريخا في اللصوصية والأعمال غير المشروعة، وبدؤوا بممارسة مخالفاتهم باسم الثورة والجيش الحر، مما يزيد من شعبية كتائب إسلامية متشددة، مثل "جبهة النصرة"، التي تمتلك سمعة طيبة من حيث أن عناصرها مستبسلين في المعارك، ولا يتورطون، إلا ما ندر، في أية مخالفات، وقد جاؤوا إلى المنطقة للجهاد بأنفسهم وأموالهم، كما أنها لم تتورط في أية مشاحنات أو إساءات لسكان المناطق التي تتواجد فيها خلافاً لحال "دولة العراق والشام الإسلامية – داعش" في الشمال.

ولا يقتصر المشهد السابق على حال المناطق المحررة في ريف دمشق، وتحديداً الغوطة الشرقية، بل ينسحب ليعمّ معظم المناطق المحررة في الشمال والشمال الشرقي، حيث تشهد تلك المناطق فلتانا أمنيا، وتنازع بين الفصائل على الأرض والإنسان والموارد، م

ترك تعليق

التعليق