60 % منها تحت سيطرته.. حرب المعابر ترجح كفة "الحر" والأتراك فتحوا أبوابا أغلقها العرب

دارت أمس معركة عنيفة بين الجيش الحر وقوات كردية تابعة لــ (حزب العمال الكردستاني) ,عند معبر (اليعربية) الحدودي في محافظة الحسكة, تدخل على أثرها الجيش العراقي لمساندة المقاتلين الأكراد، ,بعدما تفوق عليهم مقاتلو الحر طيلة أيام المعارك التي شهدتها المنطقة للسيطرة على المعبر, الذي وصلت إليه القوات الكردية مع غروب شمس امس بمساعدة القوات العراقية.

واتهم الائتلاف الوطني لقوى المعارضة في بيان له الحكومة العراقية بقصف مناطق في الأراضي السورية بالتنسيق مع (حزب العمال الكردستاني) والتغطية له للسيطرة على المعبر.
وقال البيان أيضا إن القوات العراقية اعتدت على عناصر من الجيش الحر المكلفين بحماية معبر (اليعربية) وطالب الائتلاف, بتدخل أممي للضغط على حكومة (المالكي), لعدم التدخل في الشأن السوري, وسحب جميع الميليشيات الطائفية التي سهّلت الحكومة العراقية دخولها الى سوريا.

معركة معبر (اليعربية) تفتح الباب واسعا للحديث عن كل المعابر الحدودية بين سوريا والدول المجاورة, والتي سيطر الجيش الحر على قسم كبير منها, ولا سيما مع الحدود التركية التي أبدت حكومتها تعاوناً جادا مع الجيش الحر, فيما لم تفعل الحكومات العربية في الدول الثلاثة المتبقية من جانب الحدود ذلك أبدا. 

أكثر من 60 بالمئة هي نسبة المعابر والمنافذ الحدودية التي خسرها النظام لصالح الجيش الحر مع حدود الدول الأربعة التي تجاور سوريا برياً وهي (تركيا –لبنان –العراق – الأردن), هذه المعابر التي أولى الجيش الحر اهتماماً واضحاً للسيطرة عليها, نظراً للقيمة الاستراتيجية التي تحملها هذه السيطرة, والتي تتيح للحر تأمين دعمه عسكرياً ودعم المناطق المحررة إغاثياً واقتصادياً.

واليوم ومع مرور عامين ونصف على الثورة, يجد النظام نفسه محاصراً برياً, إلا من بعض المعابر مع حدوده مع لبنان والأردن, والتي تعد أقل أهمية من تلك التي سيطر عليها الجيش الحر مع حدود تركيا والعراق, الذي بدأت حكومته المتحالفة مع بشار الأسد بأوامر إيرانية بتقديم تسهيلات ودعم للفصائل الكردية تقاتل في ريف الحسكة, لاستعادة المعابر التي سيطر عليها الجيش الحر.

كانت بداية سيطرة الثوار على المعابر الحدودية في منتصف العام الماضي, حين استطاع ثوار إدلب فرض سيطرتهم على معبر "باب الهوى" مع الحدود التركية, بعد معارك استمرت لأكثر من أسبوع, وكانت أبرز إنجازات الثوار خلال وصولهم لباب الهوى, هو الحصول على قاعدة البيانات التي تحتويها الحواسيب في المعبر, والتي تضم أسماء لأكثر من 60000 ألف مطلوب للنظام, تم إبلاغهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن نية النظام لاعتقالهم, وبعدها توالت إنجازات الثوار في السيطرة على العديد من المنافذ الحدودية الحساسة.

وفقد النظام السوري سيطرته على كل المنافذ الحدودية التي تربطه مع تركيا، وأصبحت نقاط باب الهوى (إدلب)، وباب السلامة بريف حلب (إعزاز) ومعبر جرابلس (حلب)، ومعبر تل أبيض (الرقة) الذي يحاول أيضا مقاتلو الـ (بي كي كي) انتزاعه من الثوار، ومعبر رأس العين (الحسكة) بيد الجيش الحر، كما بسط الحر سيطرته على كل المخافر الحدودية بين سوريا وتركيا، يستثنى منها المخافر الواقعة في المناطق الكردية في ريف الحسكة.

ومع العراق استطاع الثوار انتزاع جميع المخافر الحدودية والمعابر من يد النظام, باستثناء معبر التنف (التابع لحمص) فيما سيطروا على معبر البوكمال (دير الزور), أما معبر اليعربية في (الحسكة) الذي سيطر عليه الثوار في آذار من العام الماضي عاد حزب العمال لاسترداده في الظروف التي ذكرناها سابقا. 

على الحدود الأردنية حيث يوجد معبران حدوديان, سيطر الثوار على أحدهما، وهو معبر الرمثا القديم, نهاية أيلول المنصرم في معركة استمرت أربعة أيام, لكن السلطات الأردنية أغلقت المعبر من جهتها, ورفضت التعامل مع الجيش الحر ما يقلل من أهمية السيطرة عليه, إلا باتفاق بين الطرفين يحمل حلاً لفتح المعبر أمام السوريين, أما المعبر الثاني هو معبر نصيب الذي لا يزال النظام يفرض سيطرته عليه, ويعتبر حاليا من أهم النوافذ المتبقية بيد النظام, وربما يؤجل الجيش الحر معركة السيطرة عليه في الوقت الحالي, نظرا لحدة المعارك التي تشهدها مناطق وقرى درعا.

ويختلف الأمر تماما فيما يخص الحدود مع لبنان, حيث لا يزال النظام يسيطر على جميع المعابر على الحدود اللبنانية, كـ جديدة يابوس (المصنع) في دمشق, والعريضة والدبوسية في حمص.

ترك تعليق

التعليق