"داعش" تضع حداً لانتهاكات "شهداء بدر" .. والناشطون يطالبون بدورٍ للجيش الحر في حلب

استولت الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على مقرات كتيبة "شهداء بدر"، التي يقودها خالد حياني في حلب، وقامت بإزالة حواجزهم.
هذا السياق الذي ورد فيه الخبر لكن في الحيثيات فإن الكتيبة التي اختارت لها اسم "شهداء بدر" ليسوا سوى مجموعة من الأفراد التي انضوت تحت اسم الجيش الحر، في حين أن غرضها هو السرقة والتنكيل حسب مصادر مطلعة من مدينة حلب، وكثيراً ما طالب الأهالي بوضع حد لـ خالد حياني وكتيبته.

وحسب الشهود من مدينة حلب فإن الكتبة المذكورة لطالما أقامت الحواجز، ومارست عمليات الاعتقال وطلبت الأموال مقابل إطلاق سراح المعتقلين، إلى جانب عشرات الحالات التي تم تسجيلها لتعذيبٍ وتنكيلٍ للمعتقلين لديها، حسب ما يروي عبد الله الذي يشير إلى أن الكتيبة قامت مؤخراً بسرقة مغسل للسيارات، إلى جانب العديد من السرقات الأخرى.

مخالفات عديدة تكاد لا تنتهي كما يؤكد محمد وهو أحد أبناء المدينة، حيث يقول: كانت البنايات تباع بما فيها، في العديد من المناطق مثل الأشرفية والشيخ مقصود، إلى جانب عمليات الخطف مقابل فدية، على الحواجز التي تقيمها هذه الكتائب ومن بينها كتيبة شهداء بدر.

لكن محاسبة الكتيبة أتى متأخراً جداً، حسب ما يروي صاحب أحد المعامل في حلب، والذي يؤكد أنه لم يعد هناك ما يمكن سرقته في المدينة، فالمصانع تم نهبها بشكلٍ كامل من بعض الكتائب التي تدعي انتماءها للجيش الحر، ومنها كتيبة شهداء بدر، ويشير صاحب المعمل أن الأرضية الصناعية المطاطية تم فكها وسرقتها من المعمل.

وما لبث نبأ إنهاء دور كتيبة "شهداء بدر" في المدينة إلى أن خرجت أصوات بعض الكتائب الأخرى منددة بممارسات "داعش"، حيث أعلنت الفرقة "السادسة عشر" في الجيش السوري الحر وقوفها بجانب لواء "شهداء بدر"، محذرة الدولة الإسلامية في العراق والشام من مغبة تفاقم الأوضاع في جبهات حلب، وذلك عبر بيانٍ منح "داعش" مدة 24 ساعة لإعادة الحواجز والمقرات التي سيطرت عليها مساء أمس على طريق الكاستيلو والسكن الشبابي في الأشرفية، بعد أن أقدمت الدولة بمهاجمتها.

إلا أن أبناء مدينة حلب يغمزون من قناة أن الجميع الآن بدأ يحسس على رأسه كما يقال، ففساد بعض الكتائب وصل إلى حدٍ غير محمول، كما يقول عبد الله، الذي يؤكد أن المجتمع السوري لا يمكن أن يرحب بتنظيم متطرف مثل "داعش" لكن على المقلب الآخر، المجتمع السوري لا يمكن أن يقبل بالسرقات والفظائع التي ترتكبها بعض فصائل الجيش الحر، في حلب بشكلٍ خاص.

ناشط من مدينة حلب يوضح أن تنظيم دولة العراق والشام يحاول استمالة الناس، لخدمة مشروعه، ونحن لا ننكر أن التنظيم ليس بحاجةٍ للأموال والسرقة فلديه دعم كبير من تنظيم القاعدة، وما يعمل عليه الآن هو القضاء على غيره من الفصائل لبسط سيطرته، وتتلاقى في بعض الأحيان رغبته بتصفية بعض الفصائل مع رغبة الناس لا سيما تلك الفصائل المشابهة لكتيبة "شهداء بدر"، لكن في نفس الوقت لا يمكن للناس أن تتجاهل تجاوزات "داعش" في جوانب أخرى، حتى أن البعض ذهب إلى اتهامها بالتعامل مع النظام، حيث أنها تمارس خطف الناشطين وقتلهم، وتعمل على إخراج الجيش الحر من المناطق المحررة لفرض مشروعها القائم على دولة إسلامية متشددة، متجاوزةً الهدف الجامع لكل السوريين وهو إسقاط النظام، وبناء وطن لجميع أبناء الشعب.

ويضيف الناشط أن أخطاء الجيش الحر وتغاضيه عن بعض الكتائب المنفلتة أو ربما عجزه عن محاسبتها لأسبابٍ موضوعية تتعلق في معركته مع النظام، وعدم توفر إمكانياتٍ كافية لفتح جبهات جديدة، كل ذلك أدى إلى السماح لداعش للعب دور المخلص والقادرة على تطهير بعض المناطق من الكتائب الفاسدة، ويتساءل الناشط أين دور الجيش الحر من كل ذلك؟، ويؤكد أن الجيش الحر مطالب بعدم ترك الساحة للفصائل المتشددة مثل داعش وغيرها.

ترك تعليق

التعليق