"براميل النظام" لم تمنع أهل الشمال السوري من جني محصول الزيتون

أبو خالد:لدي أكثر من 30 عاملاً نتجول بين الأراضي للحصول على رزقنا
أبو محمود: الأجرة تحسنت عن الموسم الماضي وارتفعت لتصل إلى 700 ليرة باليوم
الحاج محمد: "سعر التنكة يتراوح مابين 5500 ليرة حتّى 6 آلاف ليرة 

هنا في الشمال السّوري لم تمنعهم "براميل النظام" من الاستمرار في الحياة وجني محصولهم من الزيتون، الذي يعد المصدر الرئيس لقوت الأهالي في الريف الإدلبي، فيضربون موعداً من الصباح الباكر للذهاب إلى الحقل وجني الثمار ومن ثم وضعها في كيس من الخيش "الشوّال"، والذهاب بها إلى المعصرة حيث يتم إنتاج زيت الزيتون البلدي.

عن هذا العمل يقول المزارع "أبو محمود" من قرية "ترمانين" لـ "اقتصاد": "في الموسم الماضي خاف الجميع وهجروا قراهم، وأنا منهم حيث لم أتمكن من جني الثمار خوفاً من القصف الذي قد يطال قريتي، لكن الآن لاخيار لنا سوى التمسك بمصدر رزقنا".
وأضاف: "في العام الماضي غابت العمالة بل وندرت، وحتى سعر "تنكة" الزيت كان منخفضا رغم الارتفاع الجنوني للأسعار، لكن اليوم أسعار زيت الزيتون تحسنت والحمد لله".

"أبو خالد" صاحب ما يطلق عليه الناس في هذه البلدة "الشدّة" (مجموعة من العمال)، قال: "لدي أكثر من 30 عاملاً نتجول بين الأراضي للحصول على رزقنا، وغالباً ما نستطيع جني حوالي20 بستان في الموسم".

وفيما يتعلق بالأجرة التي يحصل عليها، يجيب "أبو محمود": "الأجرة اليوم تحسنت عن الموسم الماضي وارتفعت، إذ يحصل العامل هنا على أجرة يومية تتراوح بين 500 و700 ليرة".

وفيما يتعلق بإنتاجية الزيتون يقول الحاج "محمد" صاحب إحدى المعاصر في الشّمال لـ"اقتصاد": "الإنتاجية بكل تأكيد انخفضت، بسبب خروج عدد كبير من الأراضي من الخدمة بسبب وجود مخيمات النازحين، والمشاريع الخيرية لبعض المؤسسات التي حوّلت الأراضية الزراعية إلى أراض غير صالحة للزراعة".

ويضيف: "تنتج معصرتي حوالي 3 آلاف طن من الزيت، فيما كانت بالسابق تنتج أقل، ولكن نظراً لغياب عدد كبير من المعاصر عن الخدمة، ارتفعت الإنتاجية لدي".
وفيما يتعلق بسعر "تنكة" الزيت يجب الحاج "محمد": "سعر التنكة يتراوح مابين 5500 ليرة حتّى 6 آلاف".


ولكن في الطرف الكردي المجاور لهذه الأراضي فقد استولت قوات PKK (مليشيات كردية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني) على الأراضي ومنعت الأهالي هناك من جني الثّمار فيها.

يقول المهندس الزراعي "محمد. س" لـ"اقتصاد": "لقد منعتنا قوات PKK من جني الثمار ومن العودة إلى أراضينا، واستولت حتّى على بيوتنا، بسبب مغادرتنا للمدينة في ظروف صعبة المعيشة للغاية".

وبحسب المهندس محمد فإن الظروف في مدينة عفرين وريفها قاسية للغاية فأنت محروم من العودة بقرار من PKK، وكذلك من الخروج بقرار من القناصة الأتراك المتواجدين على الحدود، بالإضافة للخوف من المتطرفين في الجوار العربي".

بالرغم من جميع الظروف تبقى شجرة الزيتون المباركة، مصدر قوت وأيقونة شموخ للأهالي هنا، حيث يرون فيها الثبات والعطاء، وينظرون إلى الشمس التي تتسلل من خلال أغصانها، تماما كما يرنون إلى نصر قريب في سوريا حرة من الطغاة.



ترك تعليق

التعليق