مخيم "اليرموك" يتضوّر جوعاً.. والنظام مستمر في سياسة كسر العظم والمماطلة

كيلو السكر بـ 3 آلاف ليرة ووكيلو الرز بـ 4500 ليرة و وكيلو العدس بـ 2000 ليرة

"مابدنا خبز وطحين.. بدنا نرجع على فلسطين" هذا الشعار الذي تصدح به حناجر المحاصرين في مخيم اليرموك الآن، حيث لا يجد الأهالي داخل المخيم إلا طحن "البزر" لصناعة الخبز، بعد نفاذ "العدس" المادة الوحيدة التي ساعدتهم على الصمود خلال الفترة الماضية. 

وعيون المخيم كانت معلقة على وعود الجبهة الشعبية –القيادة العامة-بتنفيذ المبادرة التي تفضي إلى فك الحصار عن المخيم، لكن الجبهة وحسب ما أعلنه مكتبها الإعلامي، ستعقد مؤتمراً صحفياً خلال ثلاثة أيام لتعلن فيه النتائج النهائية لما توصلت إليه الجهود بخصوص تنفيذ اتفاقية اليرموك، في الوقت الذي بدأ المخيم بتوديع أطفاله ممن قضوا نتيجة الجوع وسوء التغذية.

وأمس خرج أبناء المخيم إلى ساحة الريجة في اعتصامٍ حمل عنوان "أعيدونا إلى فلسطين"، بعد أن شهد اليومان الفائتان اعتصاماتٍ يومية بالأواني الفارغة، في إشارةٍ إلى نفاذ المؤن من المخيم.

وحسب ما أفاد ناشط فضل عدم ذكر اسمه فإن اعتماد مخيم اليرموك خلال الفترة الماضية كان على ما تبقى من عدسٍ في المخيم، لكنه نفذ نهائياً، ولأن البزر أكثر ما هو متوفر اليوم في المخيم، بدأ الأهالي بطحنه وعجنه بالماء، وخبزه، في حين يستمر الأهالي بالسماع عن قوافل الوفاء الأوربية التي تأتي لمساعدة المخيم، ولا يصل منها أي شيء.

ويضيف الناشط أن الناس في المخيم لا تجد ما تطعمه لأبنائها، وتتدفأ على الحطب، وما كان متوفرا من المواد أسعاره وصلت لحدودٍ خيالية، فسعر كيلو السكر أصبح في داخل مخيم اليرموك بـ 3000 ليرة سورية، وكيلو رز 4500 ليره ، وضمة البقدونس بـ 100 ليرة ، وكيلو لبن مغشوش بالماء بـ 800 ليرة ، و كيلو عدس مخلوط بالحجار والبحص بـ 2000 ليرة ، وجميع هذه المواد لم تعد متوفرة في المخيم.

ويوضح الناشط أن النظام يماطل في تنفيذ المبادرة التي وافق عليها أبناء المخيم، ومؤخراً أدخل بنوداً جديدة تعجيزية، كمطالبته بخروج المسلحين الفلسطينيين من أبناء المخيم إلى خارج حدود المخيم، وتسوية أوضاع من يريد من أبناء المخيم، إلى جانب أن الحديث في البداية كان عن استلام منظمة التحرير الفلسطينية واللجان المدنية من المخيم موضوع الحواجز، اليوم يتم إقحام الجبهة الشعبية المدافعة عن النظام لتستلم أيضاً الحواجز في المخيم وخارجه، وهذا ما يوحي بأن النظام يستمر في سياسة كسر عظم أبناء المخيم، فإما الجوع أو الركوع.

ولا يجد أهالي المخيم سوى الاعتصام والتظاهر، وأبناؤهم يتضورون جوعاً يجتاحهم المرض، ويصر الناشطون على أنهم مستمرون في هذه الاعتصامات والتظاهرات حتى لو استمر النظام في مواجهتها بالرصاص كما حدث يوم الجمعة في مظاهرة الأكفان، فهي الوسيلة الوحيدة التي يعبّر من خلالها أبناء المخيم عن رفضهم لسياسة التجويع التي يمارسها النظام بحقهم.

ترك تعليق

التعليق