"اقتصاد" ترصد مخاوف المصريين العاملين في قطاع السياحة إثر تهديدات "أنصار بيت المقدس"

حينما نعلم أن 18 مليون مصري، حسب منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية UNWTO، يعملون في مجال السياحة، نستطيع أن نستوعب أبعاد تهديدات جماعة "أنصار بيت المقدس" باستهداف السياح، ودعوتهم لمغادرة الأراضي المصرية خلال مهلة تنتهي غداً الخميس.

فقد رصدت "اقتصاد"، من خلال تواجد مراسليها في الأراضي المصرية، مخاوف الكثير من المصريين، من نتائج استهداف السياح من جانب جماعات "إرهابية"، قد توجه ضربات قاصمة لقطاع اقتصادي أساسي في الاقتصاد المصري، المترنح أساساً.

يقول حسام، وهو مصوّر يعمل في شركة سياحية بالغردقة: "كارثة لو تكرر اعتداء طابا،...من أين سنأكل إن توقفت أعمالنا".

وكان قطاع السياحة المصري قد دخل مؤخراً مرحلة "نقاهة" بعد صدمة "الانقلاب" على الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، والتي أضرت بهذا القطاع بصورة كبيرة. وبدأ السياح يرجعون إلى ربوع مصر، وعادت الشركات السياحية للنشاط بحذر في المنتجعات والشواطئ والمناطق الأثرية المصرية.

يقول أمجد، وهو موظف تسويق في أحد شركات السياحة: "مدن كاملة، بكل ما فيها من بشر يحيون على السياحة، الغردقة، شرم الشيخ، الأقصر، ذهب، وغيرها....أن يخرج السياح من مصر، يعني فاقة ستلم بملايين المصريين، وسيتطلب وقتاً طويلاً حتى تعود الثقة بقطاع السياحة المصري، وحتى يعاود السياح زيارة الأراضي المصرية".

وكانت جماعة "أنصار بيت المقدس"، التي تتبع فكر تنظيم "القاعدة"، قد تبنت المسؤولية عن الانفجار الذي وقع في طابا، في سيناء، ضد باص لنقل السياح، أدى إلى مقتل 4 أشخاص بينهم سائحان كوريان.

لكن الأمر لم يقف عند هذا التطور الميداني الخطير، بل أعقبه تهديدٌ نشرته الجماعة على شبكة "تويتر" بشن هجمات جديدة، داعين جميع السياح إلى مغادرة مصر بحلول يوم غد 20 شباط (فبراير) الجاري.

وقد بدأت شركات السياحة الأجنبية بالتحسب لهذه التطورات، فقد أعلنت شركات سياحة سويدية أنها أعلمت زبائنها وموظفيها بالتطورات الأخيرة، مما يُنبئ بأن المشهد قد يُقبل على هجرة عكسية للسياح إلى خارج مصر.

ورغم تحسن بعض مؤشرات الاقتصاد المصري، ومنها تعاملات البورصة، بفعل التفاؤل بالاستقرار السياسي بعيد الاستفتاء على الدستور الأخير، إلا أن استهداف السياح بطابا منذ بضعة أيام، ومن ثم تهديدات جماعة "أنصار بيت المقدس" التي تستهدف كامل قطاع السياحة بمصر، أعادت أجواء التشاؤم في أوساط الكثير من المصريين الذين تحدثت إليهم "اقتصاد" حيال مستقبل الاقتصاد المصري، خاصة في قطاع السياحة الحيوي، والذي يشغل ملايين الأيدي العاملة المصرية، ويؤمن معيشة عشرات ملايين المصريين.