شر البلية ما يضحك .... سيرلنكا تمنع لجوء السوريين إليها !

"حتى أنتِ يا سيرلنكا" هكذا علق أحد رواد "فيسبوك" على خبر يقول إن الحكومة السيرلانكية من خلال سفارتها في المملكة العربية السعودية أصدرت قراراً بمنع سفر ولجوء السوريين إليها، ولم تكتفِ "سيرلنكا" بمنع السوريين من السفر إليها بل هددت الخطوط الجوية السعودية -وهي في عقر دارها- باتخاذ إجراءات قانونية بحقها وجاء في القرار المذكور: (بناء على التعليمات الصادرة من مراقب الهجرة العام وهيئة الهجرة في سيرلنكا بخصوص منع المواطنين السوريين الدخول إلى دولة سيرلنكا وذلك حتى إشعار آخر)،

وحذّر القرار جميع موظفي مكاتب المبيعات ومراكز الاتصال الموحد والمطارات داخل وخارج المملكة بعدم عمل أي حجز أو قبول أي راكب يحمل الجنسية السورية على رحلات الخطوط الجوية السعودية المغادرة إلى سيرلنكا (كولومبو)، وذلك تفادياً للعقوبات القانونية التي سيتم اتخاذها ضد الخطوط الجوية السعودية حيث إنه سيتم إعادتهم إلى محطة المنشأة وعلى الطائرة نفسها وسيتم تطبيق كافة الإجراءات القانونية على الموظفين المتسببين).

فاجأ هذا القرار جميع السوريين في المملكة العربية السعودية ودفعهم إلى الإحساس بتخلي العالم عنهم وتهاونه في رد الظلم الواقع عليهم، وفي الكثير من الأحيان المشاركة في تشديد الأمور عليهم وتعقيد أحوالهم في بلاد اللجوء، وخصوصاً أن هذا القرار يأتي من بلد لطالما كان المصدّر الأساس للخادمات في سوريا وغيرها من البلدان العربية، وكان المصدر القومي للاقتصاد السيرلانكي الضعيف أساساً يعتمد على خيرات هذه الدول مما أثار استهجان واستهزاء الكثير من مرتادي "فيسبوك"، ورأى بعضهم في هذا القرار قمة المهزلة على مبدأ "شر البلية ما يضحك" وفي هذا السياق علقت Sana Ab قائلة: "حتى سيريلانكا الي أغلب بيوتها مفتوحة من خدامة البيوت في الدول العربية و أولهم سوريا".

وعقب مصطفى درويش قائلاً: "رغم هذا الظلم الواقع عليهم فإن السوريين سيبقون -بإذن الله- أسياداً، وهذا سر محاربتهم من الجميع فلن نستغرب من سيرلانكا إذا كان الأخوة فعلوها قبلهم، والسوريون أذكياء قالوها من الأول مالنا غيرك ياالله".

أما "أبوتيم الأنصاري المدلجي" فقال "ماذا نترجى من عبيد الأصنام"، في حين علق Ameer Allony ساخراً: "بس لايقطعون علينا الشاي لسنا مشتاقين لقملهم".

وتوعد كرم الغريب قائلاً "ماشي هالكلاب مصيرهم يرجعون يشتغلون خدم عندنا واستدرك"بس ياخي ليش لحتى نلومهم والحكومات العربية لسه تحطهم بجيب الفراطة بالسفالة".

"عبدالقادر العطية" بدوره عقّب: "الخدم وعمال النظافة صار لهم حس ياااااحبيبي"، وطالب Khalifa Alhriri بأن لا نعتب على سيريلانكا مضيفاً: "على الأقل ما كانوا ييجو يوخذو مياتهم وخبزاتهم من درعا العتب على ..... اللي جنبنا يلي صار السوري ثقيل عليهم".

حول حيثيات هذا القرار ومنعكساته على وضع اللاجئين السوريين يقول الباحث الاقتصادي جميل داغستاني الرئيس التنفيذي للجالية السورية في الخليج العربي لـ "اقتصاد":

فيما يخص الإيقاف المؤقت لدخول السوريين إلى سيريلانكا من المعلوم أن سيريلانكا لا تفتح مطاراتها في وجه السوريين إلا بتأشيرة مسبقة عن طريق سفاراتها، وبكل الأحوال فسيريلانكا دولة فقيرة جداً يعاني أبناؤها من الفقر والبطالة و شح الموارد، نسبة المسلمين فيها لا تتجاوز 10 % أما باقي السكان فهم من البوذيين والمسيحيين، وقد عانت سيريلانكا من حرب أهلية طويلة لا زال شبحها يهدد أمن البلاد إلى يومنا هذا، ويضيف داغستاني:"إن قرار وقف منح التأشيرات في وجه السوريين يمثل رحمة بهم لما قد يواجهونه من صعوبات ومعاناة قد تتساوى مع مخيمات اللجوء في لبنان أو الأردن .. وحتى السوريين الذين استطاعوا سابقاً الحصول على تأشيرات لزيارة سيريلانكا فهم غالباً من التجار أو أصحاب الأموال الذين يستطيعون الاعتماد على أنفسهم .. ومهما يكن من أمر فإن المتضرر من السوريين بعدم السماح بدخول سيريلانكا هم التجار الذين يستوردون الشاي أو الأعشاب الطبية وبعض المنتجات الزراعية الخام، فيما عدا ذلك لن يشكل إيقاف منح التأشيرات للسوريين أي ضرر يذكر.

صورة ‏خالد الأحمد‏.

صورة شخصية لـ جميل داغستاني، الرئيس التنفيذي للجالية السورية في الخليج العربي

وحول أسباب صدور هذا القرار من سفارة سيرلنكا في السعودية وهل يؤشر ذلك على وجود طلبات لجوء إلى هذا البلد يقول الباحث داغستاني:

لا أعتقد أن القرار صدر من سفارة سيريلانكا وإنما انتشر الخبر من سفارتهم في الرياض وذلك لأن عدد الزوار السوريين في السعودية كبير جداً ووجودهم بزيارة بالرغم من التوجيهات الملكية بعدم ترحيل السوريين، فإنه لم يسمح لهم بالعمل وكثير من أبنائهم في سن الجامعة لم يتمكنوا من الحصول على قبول في الجامعات السعودية ولم تمنحهم الحكومة السعودية إقامات .. فالبعض منهم يبحث عن إمكانية تأسيس عمل في سيريلانكا، والبعض الآخر يبحث عن قبول جامعي والبعض الآخر سُدت في وجهه السبل هنا ولم يجد إلا عدد قليل من الدول كانت سيريلانكا أرخصها و أقلها كلفة.

ترك تعليق

التعليق