بعد أن كادوا يموتون عطشاً أو غرقاً..."اقتصاد" تروي تجربة "مُروّعة" في الهجرة بحراً إلى إيطاليا

بعد أن كادوا يموتون عطشاً أو غرقاً..."اقتصاد" تروي تجربة "مُروّعة" في الهجرة بحراً إلى إيطاليا
خاص - اقتصاد

روى لنا حسام خلاصة تجارب أقارب له هاجروا بصورة غير شرعية، بالقوارب عبر المتوسط، إلى الشواطئ الإيطالية. إحدى تلك التجارب يمكن وصفها بـ "المُرعبة".

دفع أقارب حسام 3500 دولار، للرحلة البحرية بقوارب الصيد، يُضاف إليها 2000 دولار للطريق داخل أوروبا، وذلك للفرد الواحد فقط.

حسام أكد لـ "اقتصاد" أن تلك التجارب كانت ناجحة في الختام، لكنها لم تكن آمنة البتة.

إذ تبدأ رحلة المهاجرين من الشواطئ المصرية أو الليبية في قوارب مطاطية، ينتقلون بعدها إلى قوارب معدّة للصيد، بطول 17 متر، يُحمّل المهرّبون عليها خمسين شخصاً، ويُركّبون لها محركات خردة، لذا معظم القوارب لا تصل إلى مبتغاها، وتتعطل بعيداً عن الشواطئ الإيطالية.

ولأن المهرّبين عادةً ما يضطرون للتخلي عن قوارب الصيد تلك قرب الشواطئ الإيطالية، لذا غالباً ما يشترون قوارب "مُنسّقة"، ويرقعونها كيف ما كان، ويدهنونها من داخلها بالزفت، كي لا يتسرب إليها الماء، مما يمنحها رائحة قاتلة، ويجعلها ثقيلة الوزن، وغير آمنة بالشكل الكافي.

وبسبب كل تلك المخاطر آنفة التفصيل، عادةً ما يسعى المهاجرون للفت أنظار خفر السواحل الإيطالي أو الصليب الأحمر لينتشلهم من مياه البحر.

وفي هذا السياق، روى لنا حسام تفاصيل تجربة "مُرعبة" مرت بها عائلة قريب له، أثناء هجرتهم غير الشرعية إلى الشواطئ الإيطالية:

فذلك القريب صعد إلى مركب الصيد هو وكل عائلته، حوالي 12 فرداً، إلى جانب مهاجرين آخرين، وبعد مسيرة 3 أيام بالبحر، تعطل المركب بهم، ونفذ رصيد هاتف الثريا الذي كان يملكه المهرّب، فبقيوا في مكانهم يومين كاملين، نفذت خلالهما المياه التي بحوزتهم، لكن القدر أنقذهم حينما اتصل أحد رفاق المهرّب للاطمئنان عليه إثر غيابه المُريب، فأخبره بأنه عاجز عن التحرك وسط البحر، وأنه على وضعه هذا منذ يومين، فحوّلوا إليه مركباً آخر كان قريباً منهم، كان يحمل لاجئين أيضاً يصل تعدادهم إلى قرابة 100 شخص، وكان مركباً صغيراً، وهكذا تضاعف عدد ركاب المركب المتهالك أصلاً، فأخذ يشق طريقه عبر مياه البحر ببطءٍ شديدٍ، وعلى بعد 200 كم تقريباً من سواحل إيطاليا، تعطل المحرك، وبدأ الركاب يتشاجرون، بعد أن انقسموا بين من يريد أن يشعل ناراً في المركب كي يراه خفر السواحل وينتشلهم، وبين من رفض ذلك لأنه لا يريد أن يمسك الإيطاليون به، ويجبرونه على "البصم"، فيفقد إمكانية الوصول إلى دولة أوروبية أخرى.

وأخذوا يتشاجرون طوال الليل، إلى أن مرت فوقهم حوامة لخفر السواحل، فقدِموا وأنقذوهم، وتطلب وصولهم إلى الشواطئ الإيطالية، بالقوارب السريعة، نصف يوم.

بعد فترة قصيرة، تكررت نفس التجربة مع مهاجرين آخرين، أشعلوا النار في المركب لينتبه خفر السواحل، ولأن المركب مدهون بالزفت، هبت فيه النيران، وغرق، وتحدث الإعلام حينها عن أعداد كبيرة من الغرقى.

أضاف حسام أن أحد المخاطر التي يواجهها المُهاجرون من الشواطئ المصرية، هي أن حرس الحدود المصري يطلق عليهم النيران، وكأنهم مجرمون.

أما على الشواطئ الليبية، فتواجهك مخاطر التعرض لـ "قراصنة". فهناك عصابات متخصصة تتصيّد مراكب المهاجرين، وهي تعلم أن المهاجر يحمل معه كل ما يملك من مال. ويبقى الحظ أمل المهاجر في هكذا حالة.

يُذكر أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا في العام 2013، زادت بنسبة 300% انطلاقاً من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، جزء ملحوظ منهم من السوريين.

ترك تعليق

التعليق