تأشيرة خروج نهائي للترحيل على جوازات اللاجئين السوريين في ليبيا

يعاني اللاجئون السوريون في ليبيا مثل غيرهم من لاجئي بلدان المغرب العربي ظروفاً إنسانية سيئة للغاية، إذ يتعرضون للملاحقة والابتزاز والمطالبة الدائمة بإبراز تأشيرات الدخول ووثائق إثبات الإقامة واعتقال من لا يملك الأوراق المطلوبة، وآخر هذه المضايقات وأمرّها قيام السلطات الليبية بختم جوازات اللاجئين السوريين لديها بتأشيرة خروج نهائي للترحيل فيما إذا قرر أحدهم أن يقوم بإجازة أو لزيارة أهله أو أقاربه أو لأي سبب كان.

وورد في التأشيرة المذكورة الصادرة عن مصلحة الجوازات والجنسية وشؤون الأجانب في بنغازي في "ليبيا الحرة" (يسمح لحامل هذه التأشيرة مغادرة ليبيا خلال فترة أقصاها ثلاثون يوماً من تاريخ هذه التأشيرة المؤرخة في 4/ 4 / 2014، وهي مختومة من قبل (وحدة الإقامات والتأشيرات مصلحة الجوازات والجنسية -بنغازي).

وبحسب ناشطين، فإن هذه الخطوة غير القانونية من قبل السلطات الليبية تشكل إمعاناً في المسّ بحقوق اللاجئين، واعتداءً على حريتهم في التنقل، وحقهم في إيجاد ملاذ آمن، بعد مسار شاق قادهم من سوريا نحو ليبيا هرباً من جحيم الحرب.

وتناقل ناشطون سوريون على صفحات "فيسبوك" إن الدوريات تملأ شوارع مدينة مصراتة الليبية. وتقوم باعتقال السوريين على الهوية، لتودعهم في السجن ومن ثم تقوم بترحيلهم سواء كانوا يحملون جوازات سفر أم لا. وتساءل هؤلاء الناشطون عن سر تغير الموقف الليبي تجاه السوريين رغم أن الحكومة الوليدة في ليبيا كانت أول من اعترف بالمجلس الوطني السوري في تشرين الاول (اكتوبر) وفيما برر بعض الحقوقيين هذه الخطوة بأن المؤسسات في ليبيا لم تجهز بشكل كامل، وبالتالي هي تسير وفق أهواء شخصية، وأجندات لميليشيات مسلحة، وليس وفق عقلية مؤسسات دولة.

ورأى آخرون أن التفجيرات الأخيرة التي حصلت في ليبيا، وأثارت القلاقل والاضطرابات وكان وراءها عصابة ليبية مع بعض السوريين ربما يكون السبب في إعادة النظر بشأن إقامة اللاجئين السوريين مع إقرارهم بأن هذا القرار إجراء تعسفي ويأخذ الكل بجريرة البعض.

وربط Faisal Al-Hajri هذا الموقف الغريب في كون ليبيا محكومة بنظام (علماني) يتبع الأجندة التي رسمها له حلف الناتو ولن يحيد عنه قيد أنمله.

وأضاف بأن الذين قاموا بالثورة هم الإسلاميون بلا شك وبذلوا دماءهم وأموالهم فيها لكن المجاهدين –كما قال- وقعوا في الفخّ الذي طالما وقعوا به سابقاً ..وهو ترك قطف الثمار بحجة عدم الانجرار وراء الطمع بالمناصب وحب السلطة. ونسوا أن هذا من تمكين الله لهم ويجب أن لا يتخلّوا عنه وإلا باؤوا بالبوار.

أما Feras Syr فطالب بثورة كاملة في ليبيا معتبراً ما جرى "ثورة ناقصة".

  • بلاد العرب أوطاني !

بدأ تدفق اللاجئين السوريين إلى ليبيا في أكتوبر من عام 2011 أي بعد انتهاء الثورة الليبية واستمر هذا التدفق حتى بلغ عدد اللاجئين السوريين نحو مائة ألف على الرغم من أن السوريين في ليبيا أقل بكثير من الأعداد التي وصلت إلى المناطق المجاورة لسوريا كلبنان والأردن. ويتوزع هؤلاء اللاجئون على عدة مدن ليبية ويقيم غالبيتهم في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية لقربها من الحدود المصرية. وغالباً ما يصل السوريون إلى ليبيا جواً من لبنان أو تركيا، لكن معظمهم يصل براً بعد المرور من الأردن عبر سيناء حتى الوصول إلى مدينة السلوم المصرية على الحدود مع ليبيا، وفي المراحل الأولية كان يُسمح للسوريين ممن بحوزتهم جوازات سفر دخول البلاد دون تأشيرة، لكن بعد الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية الذي وقع في بنغازي في سبتمبر 2012، تم تشديد القواعد المنظمة لدخول البلاد، حيث أصبح يُسمح بدخول العائلات فقط ومنع الرجال العزاب من ذلك.

ووفقاً لمعلومات نشرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن الحدود الساحلية التي تصل بين السلوم ومنفذ المساعد الحدودي (في ليبيا) أُغلقت في وجه جميع العابرين من غير الليبيين الذين لا يحملون تأشيرة دخول، فعلقت عشرات العائلات السورية اللاجئة في ظروف غير إنسانية في وقت سابق من العام الماضي 2013، ولم يُسمح لها بدخول ليبيا، وبغض النظر عن مشاق هذه الرحلة التي تستغرق حوالي الخمسة أيام فإن المهربين يتقاضون 500 دولار مقابل نقل السوريين عبر الحدود إلى ليبيا وبعض اللاجئين يدفعون رشاوى ويتعرضون للمخاطر من أجل الدخول إلى ليبيا التي بدأت تختم جوازاتهم بعبارة "تأشيرة خروج نهائي للترحيل"، دون أدنى إحساس بمعاناتهم وآلامهم كما هي غالبية (بلاد العرب أوطاني).

ترك تعليق

التعليق

  • من حظ السوريين الخروج من هذا البلد الكريه مهما كان البلد البديل. ومن حظهم أكثر عدم الدخول أليه. لايوجد في العالم معاملة أسوء من معاملة الليبي للمهاجر السوري، مزيج من الاستفلال والحسد والغيرة والنصب والاحتيال. ونسي الليبيون كيف فتحت لهم دول الجوار أبوابها أثناء محنتهم. ولأن الله يمهل ولايهمل، هانحن نرى الليبيين من جديد وهم يفرون من بلادهم. من يعاشر الليبيين، لابد له وأن يبترأ من العروبة... [email protected]