320 مليار دولار خرجت من الخزينة الإيرانية ولم تعد

أنفقت حكومة أحمدي نجاد ما يزيد عن 200 مليار دولار على مصادر وجهات غير معروفة، كما اختفى حوالي 120 مليار دولار في ظل حكمه، أرقام ذكرها نواب في مجلس الشورى الإيراني، بعد أن أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن حكومته ما زالت تجمع ما وصفه بحطام الدمار الهائل، الذي خلفته حكومة نجاد.

روحاني الذي أشار إلى اختفاء أو إنفاق نحو 100 مليار دولار من عائدات البلاد في عهد الحكومة السابقة، ولم يتم إبلاغُ أو اطلاعُ مجلس الشورى تساءل أين ذهبت كل هذه الأموال؟. فيما أكد نواب في مجلس الشورى أن الرقم بلغ 120 مليار دولار وليس 100 مليار دولار.

وليست المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول أموالٍ اختفت من الخزائن الإيرانية، ففي عهد نجاد سبق وتحديداً في العام 2013 صوت البرلمان الإيراني، لصالح إجراء تحقيقٍ فيما يتعلق بمسؤولية البنك المركزي عن هبوط العملة العام الماضي بعد انخفاضٍ وصل في ذلك الوقت إلى 40 %، كما تعرض محافظ البنك المركزي الإيراني محمود بهمني، وفق ديوان المحاسبة الإيراني لمساءلة تتعلق بالتورط في عملية "سحب منتصف الليل" في آذار 2012، حينما سحب البنك المركزي مئات الملايين من الدولارات من بنوك تجارية بدون تفويض.

وفي مفارقةٍ أثارت الجدل آنذاك تتعلق بارتفاع سعر صرف الليرة السورية فقط أمام الريال الإيراني بنسبة تقارب 30 %، ورغم القلق النقدي الذي تعيشه إيران لكن القروض الإئتمانية استمرت سواء المعلن منها أو الدعم النقدي والعسكري القائم خلف الكواليس لنظام الأسد.

وترى بعض وسائل الإعلام أن النفط حقق لإيران عائدا يصل إلى 700 مليار دولار خلال السنوات الثمانية لحكم نجاد، لكن مراقبين يؤكدون أنها لا تتعدى 40 مليار دولار سنوياً حوالي 320 مليار خلال سنوات حكم نجاد، على اعتبار أن الإنتاج اليومي هو 1.3 مليون برميل، وبغض النظر عن دخل النفط، إلا أن مراقبين يؤكدون أنها بقيت خلال حكم نجاد دون توثيقٍ حقيقي وفق وسائل الإعلام الإيرانية نفسها، وهو ما يشي به كلام روحاني وأعضاء مجلس الشورى، بعد تخصيص حساباتٍ مالية مفتوحة لحزب الله، الذي ارتفعت وتيرة احتياجاته المالية بعد دخوله على جبهة القتال إلى جانب النظام في سوريا، والذي لولا الدعم الإيراني له لما استطاع الصمود، كما سبق وصرح قائد سلاح الطيران في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حجي زاده، الذي قال إنه لولا الدعم الإيراني لقوات الأسد لخسر الأسد المعركة.

لا يخفي النظام الإيراني دعمه لنظام الأسد، ولا ينكر ذلك، كما لا يخفى على أحد دعمه لحزب الله، لكن ما بدأ يظهر الآن إلى السطح هو حقيقة الأرقام، فإذا كان مجلس الشورى يتحدث عن اختفاء 120 مليار دولار، و 200 مليار دولار أخرى أنفقت على مصادر مجهولة، يعني أننا نتحدث عن 320 مليار دولار خرجت من الخزينة الإيرانية في الوقت الذي رفعت فيه الحكومة الدعم المقدم لشريحةٍ كبيرة من فقراء إيران منذ آذار العام الحالي.

ويبدو أن الأموال الخارجة من الخزينة الإيرانية تذهب بجزءٍ منها إلى دعم الحوثيين في اليمن وهو الاتهام الذي لطالما توجهه الولايات المتحدة الأمريكية لإيران، لكن الجزء الأهم والأكبر من هذه الأموال موجه لدعم النظام السوري وحزب الله أيضاً.

خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه أشار إلى أن إيران تعتبر سقوط النظام السوري سقوطاً لها، لذلك تفعل كما يفعل النظام من أجل البقاء تضحي بالاقتصاد من أجل كسب المعركة، ولا يتوقف الدعم الإيراني والمليارات على دعم الأسد بشكلٍ مباشر إنما أيضاً على دعم كل الفرق المقاتلة إلى جانبه بما في ذلك الفصائل والكتائب العراقية.

ويضيف الخبير الاقتصادي أن مئات مليارات الدولار، لم تذهب فقط للحفاظ على صمود الليرة السورية إنما أيضاً لقلب الطاولة وتغيير الأوراق، وليس عبثاً أن تخرج تقارير تتحدث عن أن داعش هي صنيعة إيران والنظام السوري، أو على الأقل يتم توظيفها لمصلحة النظام، وهذا ما يحتاج إلى إنفاقٍ كبير.

خبير آخر يعتقد أن الجزء الأكبر من هذه الأموال خرج من الخزينة بسبب الفساد وسوء الإدارة، وليس بالضرورة أن تكون وصلت إلى سوريا، وهنا يتساءل الخبير إذا ما كان بإمكان دولة الملالي أن تحاكم نجاد وحكومته، ويستدرك بالتأكيد أن هذا الأمر غير ممكن.

ترك تعليق

التعليق