هجرة السوريين من الجزائر إلى أوروبا..قصص ومآسي في الجو والبحر

أم محمود لاجئة سورية في الجزائر استشهد زوجها في الحرب وترك لها ولدين أحدهما معاق في العاشرة من عمره يعاني وضعاً صحياً سيئاً، حاولت المستحيل لتهاجر إلى إحدى دول أوربا من أجل أن تؤمن حياة كريمة وعلاجا لابنها واضطرت أن تبيع قطع المصاغ التي كانت بحوزتها لتأمين نفقات السفر بحراً، ولكن ثمنها سُرق في غفلة منها قبل أن يسرقه سماسرة الموت فضاع حلمها إلى غير رجعة.

أم محمود نموذج مؤلم لعشرات العائلات التي تفكر بالهجرة من الجزائر ولو كانت عبر يسمى "قوارب الموت"، ويتولى عمليات تهريب اللاجئين السوريين من الجزائر باتجاه الدول الأوربية بحراً وجواً وسطاء وسماسرة ومهربون مهنيون يتقاضون مبالغ طائلة منهم، وشهد مخيم اللاجئين في سيدي فرج –قرب الجزائر العاصمة- خلال الأسابيع الأخيرة فرار أكثر من خمس عائلات عبر البحر لا بزال مصيرهم مجهولاً، أماً جواً فالحال يبدو أكثر تنظيماً ، إذ يتم الأمر بالتواطؤ مع بعض الموظفين في مطار الجزائر الذين يغضون البصر بخصوص ختم جوازات اللاجئين مقابل رشاوى، ويبلغ ثمن البطاقة حوالي ثلاثة آلاف دولار -كما يقول الناشط- فهد الحموي- نائب رئيس المجلس الأعلى الحر للإعلاميين السوريين في الجزائر لـ "اقتصاد" مضيفا إن أكثر من خمسة عائلات تم تهريبها إلى أوروبا عبر البحر بطرق خطرة وغير مأمونة، ولا زال مصير هذه العائلات مجهولاً رغم مرور ما يقارب الشهر على سفرهم، و تتم عملية التهريب في البحر مقابل 1500يورو -بحسب الحموي- دون أية ضمانة (بيحطوهم بالفلوكة بس وهني مسؤلين عن حالهم).

  • من الجزائر إلى لبنان يا قلب لا تحزن !

وحول طريقة تهريب اللاجئين السوريين جواً يقول الحموي:
منذ أيام جاء جزائري لينسق معي -كما قال- لتهريب سوريين بالجو عن طريق مكتب لبناني يدعى (الرفاعي) -مقره الرئيسي في بيروت– وهو متخصص بتسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية، وطلب مني هذا الشخص أن أؤمن له "زبائن" لتسفيرهم إلى إيطاليا موضحاً لي أن ثمن كرت الطائرة 3 آلاف دولار مع ضمان أن لا يتم تصوير جوازه هنا في مطار الجزائر، وتتوجه الطائرة إلى لبنان ومن هناك إلى الدولة المطلوبة وعندما يصل اللاجىء إليها يقوم بتمزيق جواز سفره وبالتالي لا يكون لديه أي "جورنال" أو وثيقة تثبت أنه كان في الجزائر لأن الطائرة ستأتي من لبنان ومن لبنان تستقبل دول أوروبا اللاجئين السوريين، ومن اجل ذلك يتم تسفير اللاجئين إليها ومنها للإيهام بأنهم جاؤوا من لبنان، وعندما يصل اللاجئ إلى إحدى الدول الأوربية يخلي السماسرة والوسطاء مسؤوليتهم عنه ويصبح مسؤولاً عن نفسه.

  • أهلا بكم ولكن في الشارع !

وحول دوافع هؤلاء اللاجئين للهجرة غير الشرعية يقول الحموي: وضع اللاجئين السوريين في الجزائر سيئ إلى أبعد الحدود فاللافتة الترحيبية باللاجئين تقول (أهلا بكم ولكن في الشارع) فلا يُؤجّرون بيوتاً ولا يسمح لهم بالعمل أو حتى التجول، وإذا فقد أحدهم شيئاً أو سُرق منه لا يستطيع الإبلاغ عنه لدى السلطات، ورغم أن الحكومة الجزائرية تسقط التأشيرة على السوريين القادمين إلى الجزائر، إلا أن ما يعيق اللاجئين هو بند مدة الإقامة، وهو البند الذي يفرض على كل سوري دخل الجزائر مغادرتها بعد ثلاثة أشهر إلا في الحالات المتعلقة، بالإقامة من أجل الدراسة أو العمل أو أحد الأسباب الذي أعطاه حق الإقامة الظرفية مما يدفع اللاجئين في الجزائر للتفكير بالخروج منها بأي طريقة.

  • الميتة والبحر !

ويستطرد الحموي قائلاً إن الكثير من اللاجئين السوريين يقيمون في مخيم سيدي فرج الذي لا يقل وضعه مأساوية عن خارجه وبعضهم يسمعون أن اللاجىء إلى أوروبا يُقدم له منزل ومعونة وهناك يؤمنون الكرامة والحرية ويهتمون حتى بحقوق الحيوان وهذه فكرة خاطئة بالتأكيد، ولكن من يعش لاجئاً في إحدى الدول العربية لا تستطيع إلا أن تجد له العذر ثم أن الواقع بحد ذاته يكرّس هذه الفكرة ويدعمها للأسف.

ويردف الحموي: حاولت أن أقنع بعض العائلات ممن تفكر بالهجرة غير الشرعية بخطأ هذا الخيار وضرورة التحلي بالصبر لأن الله مع الصابرين، لكن دون جدوى فالكثير يائسون من أوضاعهم ويريدون الخروج بأي طريقة حتى ولو كانت على حساب حياتهم وحياة أسرهم، والسماسرة وجدوها فرصة للاستفادة من أوضاع الناس المتأزمة وهم أناس بلا ضمير عادة يستغلون مآسي اللاجئين للإثراء، ويقومون بنقلهم في ظروف بغاية الخطورة وكم سمعنا عن كوارث حدثت من جرّاء ذلك ومنها قصة مؤلمة حصلت لإحدى العائلات التي هربت بطريقة غير شرعية حيث ماتت الأم في القارب الذي كان ينقلها مع عائلتها إلى إيطاليا قبل الوصول إلى الشاطىء فلجأ زوجها وأولادها لبيع أجزاء حيوية -كبدها وعينيها- لمن يحتاج إليها ليكملوا تكاليف نقلهم بالقارب.

ترك تعليق

التعليق

  • 2015-08-30
    لعنة الله على كل شي عمل حالو وسمى حالو حر وهالحر شو بيساوي بالجزائر مو على اساس ارحل ليش هو رحل بعدما خربى هو اكبر سمسار تاجر باسم الثورة الكاذبة من اساسها خربتو بيوت الناس الله لايسامحكم جميعا قال حموي وحر قال