بعد اختفائه لثلاث سنوات..إياد غزال يظهر والحمصيون يحبسون أنفاسهم..؟

أمس فجأة ودون أية مقدمات يظهر محافظ حمص السابق إياد غزال على الملأ ولأول مرة منذ أن أصدر رأس النظام بشار الأسد، ولامتصاص النقمة الشعبية في حمص تجاه نظامه في بداية الثورة السورية، مرسوما بتاريخ 6/4 2011 بإعفائه من منصبه كمحافظ لحمص بعد 6 سنوات عجاف أذاق فيها الحمصيين الويل والثبور وعظائم الأمور من تضييق في المعيشة والأرق وسبل الحياة ..وضرائب ما أنزل الله بها من سلطان ورشى وغرامات كببرة لمن يخالف أوامره "القره قوشية".

ويتخوف المراقبون، جراء تقصد النظام إعادة تعويم مدلل رأس النظام وصديقه الشخصي من جديد، من شيء ما يخبؤه تجاه مدينة حمص خاصة مع خروج الثوار من مدينتها القديمة ووسطها التجاري في أوائل شهر أيار المنصرم.

وتزداد المخاوف أكثر مع تقصد النظام عدم رجوع الأهالي وخاصة السنة إلى بيوتهم وأحيائهم ومنعهم من إعادة افتتاح مساجدهم من جديد على عكس ما فعل مع أشقائهم المسيحيين في محاولة خبيثة وفاشلة منه لضرب التعايش بين المكونين الدينيين القائم منذ 14 قرنا من الزمن....! وهو الأمر الذي يرفضه المسيحيون قبل المسلمين حتى أن أحدهم كتب على صفحته العبارة التالية: "لن تعود الحياة إلى حمص القديمة حتى نسمع أصوات أذان الجوامع مع أصوات أجراس الكنائس."

ولعل ما يثير المخاوف أكثر لدى الحمصيين ما نشر من معلومات مؤخرا عن بيع النظام للعديد من العقارات في حمص لجهات إيرانية على علاقة بالاستثمار العقاري ظاهريا، بينما هي في حقيقة الأمر مؤسسات حكومية إيرانية تسعى إلى تشييد مجمعات سكنية وتجارية يتم فيها توطين أعداد هائلة من الشيعة الإيرانيين واللبنانيين والأفغان والعراقيين وغيرهم ممن يؤمنون بالمشروع الإيراني المتمثل بالهلال الشيعي الذي دفعت إيران وما تزال في سبيل تحقيقه الغالي والنفيس من مليارات الدولارات وأيضا عبر أدواتها الطائفية الميليشياوية المسلحة في لبنان والعراق.

أما لماذا إياد غزال؟، فهو في حقيقة الأمر خير من يصلح لهذه المهمة المقرر تنفيذها في حمص وخاصة في الأحياء الواقعة في وسط المدينة والتي جرى تدميرها عن بكرة أبيها وأصبحت غير صالحة للسكن على الإطلاق كأحياء الخالدية وكرم شمشم ومساكن المعلمين والقصور والقرابيص وجورة الشياح والبياضة وغيرها.. وهذه الأحياء الاستراتيجية والتي تقدر قيمة أراضيها على أقل تقدير مئات المليارات من الدولارات..وأهم من ذلك كله هذه الأحياء تمثل المنبع الرئيسي للمتظاهرين ضد نظام الأسد..وهي أيضا الحاضنة الشعبية الحقيقية للحراك الثوري في حمص. وبما أن النظام قد أفرغ هذه الأحياء من سكانها الأصليبن وهجرهم في طول البلاد وعرضها وفي مختلف أصقاع المعمورة.. فالفرصة الآن، كما يقول المراقبون، أضحت مناسبة تماما لتنفيذ ما عمل عليه النظام طيلة 6 سنوات من خلال مشروع "حلم حمص" الذي أشرف على أدق تفاصيل دراساته "والي حمص" كما أطلق الحمامصة على إياد غزال.. ومن غير أبو فراس يصلح لهذه المهمة؟! وهو الذي يعرف أدق التفاصيل عن حمص وحلمها المزعوم.

وشارك مشروع "حلم حمص" من خلال دراساته ومجسماته المتنوعة، التي كلف تنفيذها خزينة الدولة مئات الملايين من الليرات، في معرض دمشق الدولي في صيف عام 2010 بجناح ضخم خاص به يفوق حتى أجنحة الكثير من الدول المشاركة بالمعرض..!

ويذكر بأن إياد غزال ظهر على شاشة الإخبارية السورية اليوم وهو برفقة مفتي النظام أحمد حسون وهم يدلون بأصواتهم في مسرحية الانتخابات الرئاسية الهزلية بأحد المراكز الانتخابية بحي المالكي الدمشقي الراقي..

ومنذ قرار إقالته لم يظهر غزال على أية وسيلة إعلامية .. ولمنعه من الهروب بجلده من مركب النظام الغارق.. وعلى عادة المخابرات السورية. قامت الأخيرة ببث الكثير من الشائعات عنه من أن اسمه أدرج ضمن لائحة المعارضين الذين تم الحجز على أموالهم..أو أنه هرب إلى أخيه زياد الذي يملك شركة مقاولات كبيرة في دبي ومنها هرب أيضا إلى كوبا حاملا معه الأموال التي سرقها عندما كان محافظا لحمص وقبلها مديرا عاما للسكك الحديدية في حلب ...حتى أنهم أشاعوا أنه على علاقة بالتنظيمات "الإرهابية'' المسلحة في حمص.. وكانت الزميلة "زمان الوصل" هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي نفت كل هذه الشائعات عن غزال الذي يعتبر أحد المقربين جدا من بشار الأسد والعضو البارز في مافيا النهب والسرقات الأسدية..مؤكدة في خبرها الذي نشرتها في الشهر السادس من عام 2012 أن الرجل مايزال في سوريا يستثمر بعضا من مسروقاته التي نهبها من أموال الشعب السوري بمشروع سياحي كبير في العاصمة دمشق..!


 

ترك تعليق

التعليق