الدواء.. أزمة ما تزال تهدد حياة آلاف السوريين

يستمر تدهور الواقع الدوائي في سوريا، وهو ما ينعكس على توافر مختلف أنواع الأدوية في الصيدليات حتى الرئيسية منها.

وانحصرت مهمة حكومة النظام في بث تطمينات للمواطنين بين الحين والآخر بأن المشكلة الصحية والدوائية قيد الحل، إلا أن هذه التطمينات تذهب أدراج الرياح مع نهاية كل تصريح.

أما وعود حكومة النظام منذ حوالي السنتين، بأنّ عقوداً جديدة لاستيراد الزمر الدوائية المفقودة في سوريا مع ما تصفه "بالدول الصديقة لسوريا" ستساهم في سد الفجوة في نقصها الحاد لم يكن له أي أثر على أرض الواقع.

وبالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة في سوريا كمرضى السكري والسرطان والقلب بشكل خاص فإن معاناتهم ماتزال مستمرة منذ أكثر من عام حيث يعانون الأمرّين لتأمين أدويتهم الدورية، حيث يلجأ معظمهم في سبيل ذلك إلى دول الجوار كلبنان والأردن وهو ما يكبدهم مبالغ مالية كبيرة.

وأشار أحد الصيادلة إلى أن مشكلة الدواء إنما تزداد تعقيداً حيث ماتزال الحكومة عاجزة عن تأمين الزمر الدوائية الضرورية بالإضافة إلى غياب بعض أنواع الفيتامينات العادية وأدوية الأطفال.

ولم يخفِ الصيدلاني أن هذه المشكلة لم تعد محصورة في كم الأدوية وأنواعها المتوافرة في الصيدليات إنما أيضاً على نوعية الدواء، مشيراً إلى أن بعض أنواع الأدوية التي ما تزال تصنع في سوريا إنما باتت سيئة التصنيع، وهو ما يفسر أيضاً قيام نسبة كبيرة من المواطنين بالاستعاضة عن الدواء المحلي بالأجنبي.

في حين لفت أحد المواطنين إلى أن اختفاء أنواع عديدة من الأدوية إنما أتاح الفرصة لاستغلال حاجة المواطن من قبل المتحكمين في سوق الدواء، حيث ارتفع سعر الدواء 200% خلال الفترة الأخيرة.

ولفت المواطن هنا إلى أن حكومة النظام بدأت منذ بداية الأحداث في سوريا بالتصريح حول عزمها للتوجه شرقاً في استيراد المواد الأساسية ومنها الأدوية، إلا أن الواقع أثبت عجزه عن القيام بذلك بعد مرور ثلاث سنوات، ويرى المصدر أن أكبر دليل على عجزها هو تفاقم مشكلة الدواء في سوريا.

وتعاني السوق السورية حسب أرقام وزارة الصحة التابعة للنظام أنّ 5.7% من الزمر الدوائية المصنعة محلياً مفقودة وبلغ عدد المعامل المتضررة بسبب الأحداث 21 معملاً دوائياً، عاد بعضها للعمل في حين بقي 16 معملا متوقفاً. مبينة أن خسائر القطاع الصحي تجاوزت حدود 100 مليار ليرة سورية.

وكان قد قدّر الاتحاد الأوروبي أن عدد ضحايا الحرب في سوريا بأكثر من 360 ألف شخص، قضى منهم حوالي 200 ألف شخص بالأمراض المزمنة، وذلك بسبب سوء الرعاية الصحية ونقص في الأدوية.

ترك تعليق

التعليق