الزميل الجعفري لـ"أورينت": قيم الحوالات المتزايدة تفسّر صمود المركزي

استضافت إذاعة "أورينت" في نشرتها الاقتصادية اليومية، الزميل إياد الجعفري، المحرر والمحلل الاقتصادي في "اقتصاد"، للتعليق على الخبر الذي نشرته صحيفة "الوطن" المحلية المُقرّبة من النظام، بخصوص ترخيص مُرتقب لمجموعة من شركات ومكاتب الصرافة، بعد إغلاق العديد منها في الفترة الأخيرة بتُهم عدم التقيّد بقوانين المركزي في ضبط سوق الصرف، إلى جانب خبر ارتفاع قيم الحوالات المالية الواردة إلى سوريا بالقطع الأجنبي من الخارج، والتي ازدادت إلى 8 ملايين دولار يومياً في شهر رمضان.

وسألت مقدمة النشرة الزميل الجعفري عن تقييمه لأسباب ارتفاع قيم الحوالات المالية الواردة إلى سوريا في هذه الفترة، وانعكاساتها على الوضع المالي والاقتصادي في البلاد، فأجاب الجعفري: "بطبيعة الحال، فإن هذا الخبر مهم للغاية، كونه يفسّر لماذا لم ينفذ احتياطي القطع الأجنبي لدى مصرف سوريا المركزي حتى الآن، ويفسّر كيف يتمكن المركزي من دعم الليرة السورية في جلسات بيع للقطع الأجنبي من حين لآخر، وكيف يموّل المركزي بعض مستوردات التجار في سوريا".

وأضاف الجعفري: "من المعلوم أن شركات الصرافة والتحويل تسلّم الحوالات بالليرة السورية للسوريين في الداخل وفق سعر صرف يحدده المصرف المركزي، وتعيد بيع هذه الكميات من الدولار للمصرف المركزي وفق أسعار متفق عليها بين الطرفين، بعد أن تحتفظ بـ 20% من قيمة هذه الحوالات لأغراض المتاجرة في سوق العملات. مما يعني أن المركزي يشتري يومياً، بليرة سورية مطبوعة لديه، وبالسعر الذي يحدده، 6.4 مليون دولار. بمعنى آخر، نستطيع أن نقول أن 6,4 مليون دولار يدخلون خزينة المركزي يومياً".

وحول إن كانت قيمة الحوالات المالية الآتية لسوريا من الخارج ستنخفض بعد رمضان وعيد الفطر، ذهب الجعفري إلى " أن قيمة هذه الحوالات قد تنخفض بصورة طفيفة لتعود إلى مستواها السابق قبل رمضان، بحدود 7 مليون دولار". مع الإشارة إلى أن "ازدياد قيم هذه الحوالات في رمضان والعيد مرتبط بالتوقيت، حيث يرسل المغتربون مبالغ أكبر لأقربائهم في الداخل لتأمين مستلزمات الشهر الفضيل والعيد".

أما بخصوص ترخيص شركات ومكاتب صرافة جديدة في سوريا، قال الجعفري: "هذا يرتبط عادةً بمصالح المسؤولين المتنفذيين في نظام الأسد، فعادةً ما يكون للمسؤولين المتنفذيين في هذا النظام مصالح وشراكات مالية واقتصادية".

وأضاف الجعفري: "في اعتقادي، إغلاق بعض شركات الصرافة وفتح أخرى مرتبط بصراع المصالح والنفوذ بين المتنفذين في نظام الأسد وشركائهم في سوق العملات السورية".

وبالعودة إلى موضوع زيادة قيم الحوالات المالية الواردة لسوريا، استطرد الجعفري في تفاصيل إضافية خاصة لـ"اقتصاد" أنه إذا كان متوسط قيمة تمويل المستوردات الذي يتولاه المركزي يومياً يتراوح بين 3 –5 مليون دولار، فهذا يعني أن 1.4 مليون دولار يبقون في خزينة المركزي يومياً، أي 42 مليون دولار شهرياً، أي أكثر من 500 مليون دولار سنوياً يدخلون خزينة المركزي بفضل الحوالات المالية الآتية للسوريين من الخارج.

وهذا ما يفسّر تمكن المركزي السوري من القيام بمهامه، وأبرزها دعم الليرة السورية والحد من ارتفاع سعر صرف الدولار، حيث كان بعض المراقبين يعتقدون قبل سنتين أن الدولار سيصل إلى ألف ليرة، وأن العملة المحلية ستنهار، كما حصل مع الليرة اللبنانية إبان الحرب الأهلية في الثمانينات. لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، والدولار اليوم مستقر عند حدود 166 ليرة، والفضل يعود في ذلك لحوالات السوريين الآتية من الخارج.

يُضاف إلى ما سبق أن قيمة الحوالات المُسلمة للسوريين بصورة يومية تدخل في قنوات الإنفاق على الاستهلاك، أي أن السوق السورية يدخلها يومياً، تقريباً، أكثر من مليار ليرة سورية فقط عن طريق الحوالات الخارجية، مما يُنعش حركة الاقتصاد السوري المُتعثر إنتاجياً بفعل ظروف الحرب الدائرة على أرضه.

ترك تعليق

التعليق