الزراعات المنزلية.. الزبداني تبتكر عوامل صمودها

لا يكاد يمضي يوم دون أن تتعرض الزبداني لقصفٍ من قوات النظام، في ظل استمرار الحصار المتواصل منذ أكثر من عامين، ويبتكر أهلها الحلول للبقاء صامدين.

لا تحضر أوضاع الزبداني كثيراً في وسائل الإعلام، رغم الحصار والقصف المستمر عليها، فهي المدينة التي تتألم بصمت.

أكثر من مئة نقطة عسكرية تحاصر المدينة من كل الجهات المحيطة بها، جغرافياً يعتبر موقع الزبداني أكثر المواقع حساسيةً بالنسبة للنظام، كونها على طريق لبنان من جهة، وقربها من الصبورة ومقرات الفرقة الرابعة من جهة أخرى.

حوالي 70 % من المدينة تهدم وما تبقى منها غير صالح لعيش ألفي شخص أصروا على البقاء فيها، يواجهون خطر الموت قصفاً، لكنهم لن يموتوا جوعاً، فللطبيعة أحكامها التي تكسر سطوة الحصار.

ورغم الغلاء الحاد في الأسعار الذي تعانيه المدنية كباقي المدن السورية المحاصرة ووصول سعر ربطة الخبز إلى 250 ليرة، إلا أن الأهالي استطاعوا ابتكار أساليب صمودهم، حيث انتشرت الزراعات المنزلية أحد المشاريع التي بدأ فيها عدد من الناشطين ولم يكن الأمر سهلاً، فتأمين السماد، جعل العديد من المنظمات التي يمكن أن تكون داعمة للمشروع متحفظة، إلى أن تم أخيراً تأمين المستلزمات الأساسية وتوزيعها على من بقي من أهالي الزبداني، حيث تم تأمين البذار المهجنة لتعطي المحاصيل بسرعةٍ أكبر، وكذلك علب "الفلين" والتراب، ليصبح المشروع منتشراً دون الحاجة لزراعة الأراضي التي من الممكن أن تتعرض لقصف النظام.

أسطح المنازل هي المواقع الأنسب لهذه المشاريع وفيها يتم زراعة البندورة والخيار والكوسا والباذنجان.. إلخ، كل المنتجات الزراعية سريعة الإنتاج، ويساعد في ذلك مناخ المنطقة، ولا يخفى على أحد أهمية الزبداني الزراعية، لتنتعش الموائد الرمضانية بالمنتج الزراعي المنزلي، كاسرين بذلك حصار النظام.

ترك تعليق

التعليق