اشترى جواز "كلب": ناشطة تروي لـ "اقتصاد" قصص تزوير وثائق اللاجئين السوريين في "أكسراي" التركية

مع اشتداد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا وعدم قدرة الكثيرين على استصدار أوراق سفر رسمية نشطت عمليات تزوير وثائق الهجرة من جوازات سفر أو فيز التي يقوم بها مزوّرون ومهربون تخلّوا عن إنسانيتهم وزادوا من وطأة الحرب على السوريين.

 ويحفل عالم هؤلاء بعشرات القصص المؤلمة حيناً والطريفة والغريبة أحياناً أخرى، وروت الناشطة "جهان سخنية" لـ"اقتصاد" جوانب من قصص استغلال المهربين ومزوري وثائق هجرة السوريين بدعوى السفر إلى أوربا عن طريق منطقة "اكسراي" التركية، كما عايشت بعضها أثناء محاولة تسفير زوجها المصاب أحمد معروف قائلةً:

"بعد سنة ونصف من طرق كل الأبواب المغلقة من أجل تأمين سفر لاستكمال علاج زوجي المصاب أحمد معروف الذي أطلقتهم عليه في "زمان الوصل" لقب "سفير الأوجاع" اضطررت أن ألجأ إلى المهربين في منطقة "اكسراي" التركية لتأمين ذهابه إلى الخارج وإن كان بطريقة غير شرعية، وهناك سمعت قصصاً تدمي القلب عن حالات نصب وتزوير يقوم بها بعض مرضى النفوس".

 من هذه القصص -كما تقول "جهان سخنية"- قصة أحد السوريين الذي اشترى جواز سفر مزورا دون أن يعرف، وذهب إلى المطار مع المهرب، وهو يحمل جواز السفر الذي اتضح فيما بعد أنه يعود لشخص مصري يحمل إقامة أوروبية، وفي المطار أخذ البوليس الجواز وضربوا الفيش على الاسم، وطلبوا من المسافر أن يقول إن الجواز ليس له وأصروا على ذلك، ولكن من سوء حظ الرجل الذي كان يصر على أن الجواز له أن جاء ضابط أمن المطار وأخذ الرجل وقال له إن صاحب الجواز مطلوب للانتربول الدولي ومطلوب من قبل إسرائيل.

 وتروي الناشطة سخنية قصة أخرى طريفة عن شخص سوري اشترى جواز سفر وصعد للطائرة و عندما جاء الأمن سألوا لمن هذا الجواز قال لهم الجواز لي وكرّر الأمن السؤال، فأجابهم إن الجواز لي، وعندها قالوا له "هل أخذت كل اللقاحات المناسبة كاملة؟"، فقال لهم نعم، فقالوا له: "إن صاحب هذا الجواز كلب فقبل أن تعوي انزل من الطائرة"، علماً أن الرجل الأول دفع 12 ألف يورو، والثاني دفع 8 آلاف يورو ثمن جوازاتهما المزورة.

من مرفأ أزمير إلى طرطوس!

ومن جانب آخر تروي الناشطة "جهان سخنية" قصة خطف الباخرة التي كانت تحمل شباباً سوريين متجهة إلى إيطاليا من مرفأ أزمير التركي فتم أخذهم إلى ميناء طرطوس، و إلى الآن لم يُعرف مصير هؤلاء الشبان، وكان ثمن تذكرة الرحلة - كما تقول- ستة آلاف يورو للشخص الواحد. وتؤكد السيدة سخنية أن الكثير من العائلات السورية تقوم بالسفر من اسطنبول إلى الجزائر ومن ثم ليبيا و من ثم إلى إيطاليا بحراً، ولكن الذي يحصل أن المهربين عند الوصول إلى الحدود الجزائرية الليبية يقومون بفصل الرجال عن النساء وإلقاء القبض عليهم وخطفهم وطلب الفدية من أهلهم، وكمثال على ذلك تسرد الناشطة جهان قصة حول مجموعة من الشباب السوريين والتونسيين قاموا بتهريب اللاجئين، والمتفق عليه أن يكون هناك كلمة سر بين المسافر وأهله، وإذا أخبرهم وأعطاهم كلمة السر، يقوم أهله بتسليم المال للمهرب وفي حالات عدة يحدث أن يذهب المسافرون ليلتقوا المهربين فيقومون بإلقاء القبض على المسافرين وربطهم واحتجازهم في غرفة بمنزل هنا في اكسراي ويجبرونهم على الاتصال بأهلهم وإعطاء كلمة السر.

وروت زوجة أحد هؤلاء المحتجزين للناشطة أن زوجها طلب من خاطفيه الإذن له بالصلاة وعندها قام بإلقاء نفسه من الطابق الثالث، وبعد أن حضر البوليس ودخلوا إلى الغرفة وجدوا سبعة شبان مكبلي الأيدي في المنزل فيما لاذ المهربون بالفرار.

 وتردف الناشطة سخنية قائلة إن "النصب على السوريين في "اكسراي" قائم على قدم وساق وبشكل علني"، مضيفة: "إن أسعار وثائق السفر المزورة والهجرة غير الشرعية ارتفعت من 10 إلى 13 ألف يورو على الشخص بسبب مجيء العراقيين نظراً لأنهم يحملون يملكون أموالاً أكثر من السوريين أي أنهم (دفّيعة) وللأسف، فالكثير من السوريين هم أبطال قصص النصب هذه (يعني ابن البلد بينصب على ابن بلده)".

نحنا سفارة لنعطيك فيزا!

ومن قصص التزوير والنصب بحق اللاجئين قصة شاب حلبي وقع فريسة شابين من أبناء حارته في حلب أوهماه بأن لديهما فيزا أصلية مائة في المائة، وقاما بالكشف عليها من خلال الكاشف وبعد أن أعطاهما 2000 دولار واتجه براً من تركيا إلى اليونان، وعند الحدود اليونانية أخذ البوليس الجوازات وختم عليها بالرفض، ومزقوا الفيزا وتم تسليمه للبوليس التركي، وعند سؤال النصابين قالا له: (ليش نحنا سفارة لنعطيك فيزا) وادعيا أن الفيزا التي أعطياها له أصلية بينما الفيزا المختومة على الجواز مزورة ومن يومها لم ير وجههما.

 

المهرّب الليبي

 

المزيد من الشبان الذين ينتظرون دورهم في الهجرة غير الشرعية

 

تأشيرة مزورة

ترك تعليق

التعليق