السوريون في مصر يعيشون أجواء بلدهم في ظل مستويات غير مسبوقة من انقطاع الكهرباء

يعيش معظم السوريين في مصر، حالياً، أجواءً تذكرهم بسوريا، في جانبٍ واحدٍ فقط، انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.

وتعيش معظم المحافظات المصرية مستويات غير مسبوقة من انقطاع الكهرباء، لفترات طويلة، ومتتالية، وصلت في بعض أحياء العاصمة إلى أكثر من 8 ساعات متقطعة، وفي الإسكندرية، إلى أكثر من 7 ساعات.

أحد الزملاء العاملين في "اقتصاد" غادر الإسكندرية إلى بورسعيد، فاراً من انقطاعات الكهرباء المتتالية في الأولى، والتي جعلته عاجزاً عن العمل بالصورة المعتادة، مفضلاً بورسعيد لأن المدن المطلة على "قناة السويس" لا تنقطع الكهرباء فيها إلا بنسبة قليلة جدا.

في العاصمة المصرية، تنقطع الكهرباء في بعض الأحياء 8 ساعات، بينما تنقطع في أخرى ساعة واحدة فقط. وقد أخبرنا (يعقوب، م)، وهو سوري مقيم بالشيخ زايد قرب القاهرة، أن انقطاعات الكهرباء في الأخيرة لا تتجاوز الساعة في اليوم، فيما تعاني منطقة الجيزة، في قلب العاصمة، من انقطاعات لفترات طويلة جداً.

في الغردقة، على البحر الأحمر، لا يعاني سكان المدينة من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، لكنهم يعانون من مشكلة أخطر، فالكهرباء تنقطع وتعود بصورة سريعة، بجهدٍ مرتفعٍ، مسببة تلف محركات الأجهزة الكهربائية.

حسام أخبر "اقتصاد" أنه بدّل "متور" الثلاجة مرتين، وكلفه ذلك 200 دولار. أما إبراهيم فخسر "الخلاط" الذي كان يعمل أثناء "رفة" للكهرباء، فاضطر لشراء واحدٍ آخر. ونزار بدوره خسر المكيف، الذي أُتلف بفعل "رفة" كهرباء، ليتكلف سعر واحدٍ آخر.

طلعت، وهو فني أجهزة كهربائية، أخبر مراسل "اقتصاد" أنه يعمل بكثرة في الفترة الأخيرة بسبب أعطال الأجهزة الكهربائية التي تتعرض للتلف بسبب اختلاف "جهد" التيار الكهربائي بين لحظات الانقطاع والعودة. وأكد لنا بأن هناك استياءً عارماً في الشارع المصري حيال هذا الوضع.

لا يختلف الوضع في معظم المحافظات المصرية، فقد سجلت وسائل الإعلام أعطالاً كبيرةً في الأجهزة الكهربائية في بني سويف، وانقطاعات طويلة في رفح المصرية.

وكانت مصر قد شهدت انقطاعات طويلة ومتتالية للكهرباء خلال عهد الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، كانت سبباً في تفاقم التظاهرات ضده. لكن في الآونة الأخيرة، وبإقرار الحكومة المصرية، وصلت انقطاعات الكهرباء إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ مصر، لكن لم يحصل أي حراك شعبي بسبب ذلك، رغم أن وسائل الإعلام رصدت بوضوح حالة الاستياء الواسعة حيال ذلك.

المسؤولون المصريون في حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نسبوا انقطاعات الكهرباء إلى أسباب عديدة، منها انخفاض إنتاج محطات الكهرباء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة فى شهر آب الجارى، والذي يؤدي لانخفاض قدرات المحطات على الإنتاج، وزيادة الأحمال بشكل غير مسبوق وغير طبيعى في نفس الوقت، إلى جانب نقص إمدادات الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء، وتزايد العمليات "الإرهابية" لاستهداف منشآت قطاع الكهرباء، وتوقف بعض المحطات عن العمل لإجراء أعمال الصيانة الخاصة بها، وعمل بعض المحطات بكفاءة محدودة لاقتراب عمرها الافتراضي من الانتهاء.
ورغم وعود الحكومة المصرية بحل أزمة الكهرباء بسرعة، يبدو أن الأزمة تتفاقم وتكلف الاقتصاد المصري خسائر مالية كبيرة جراء الأعطال في الأعمال، وفي الأجهزة الكهربائية، وسواها.

ويبقى أن السوريين في مصر، في معظمهم، يستطيعون أن يستعيدوا أجواء سوريا، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث يسود الظلام معظم الليالي، ليسمعوا في وسائل الإعلام المصرية، وعلى لسان المسؤولين المصريين، نفس التبريرات التي كانوا، وما يزالون، يسمعونها على ألسنة مسؤولي بلدهم، سوريا. وكأن القدر كتب عليهم أن يعيشوا مآسي بلدهم، أينما ذهبوا!

ترك تعليق

التعليق