المكدوس يهجر موائد السوريين

اعتاد السوريون في هذا الوقت من كل عام على تحضير مونة "المكدوس"، وقوامها الباذنجان المحشو بالجوز والفليفلة والثوم، إضافةً إلى الزيت، لكن يبدو أنهم سيحرمون منها هذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار.

كل المواد الغذائية في سوريا تطال أسعارها ارتفاعات هيستيرية، مع ثبات دخل المواطن، وتراجع قوة الليرة الشرائية، حتى باتت المونة أحد العادات التي هجرها السوريون، ليكون طعامهم كل يوم بيوم.

المكدوس أحد أصناف المونة، التي عادةً ما تكون أحد الأطباق الرئيسية على الفطور أو العشاء، والعائلة المكونة من خمسة أشخاص تحضر ما لا يقل عن 25 كيلو من المكدوس، وهذه العائلة إذا أرادت اليوم أن تقوم بتموين المكدوس ستتكلف ما يقارب 15 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل متوسط دخل الأسرة السورية لشهرٍ كامل.

وبحسب الأرقام فإن سعر كيلو الباذنجان اليوم في سوريا 125 ليرة، أي أن الـ 25 كيلو ستكلف ما يقارب 3125 ليرة.

وثاني المكونات الفليفلة التي تباع في دمشق بسعرٍ يصل إلى 150 ليرة، وتحتاج العائلة منها 5 كيلو، ويبلغ سعرها 750 ليرة.

بعض العائلات منذ زمنٍ امتنعت عن إضافة الجوز لحشوة الباذنجان بسبب غلاء أسعاره، حيث يبلغ كيلو الجوز البلدي سعر 2800 ليرة، وستحتاج العائلة ما يقارب 2 كيلو أي أن سعره سيصل إلى 5600 ليرة.

أما الثوم فسعر الكيلو يصل إلى 300 ليرة وستحتاج العائلة منه إلى 4 كيلو أي 1200 ليرة سورية تكلفة الثوم.

ولعل أكثر المكونات غلاءً وتكلفةً هو سعر الزيت حيث يصل سعر الصفيحة "16 كيلو" إلى ما يقارب 12 ألف ليرة، وستحتاج العائلة إلى 5 كيلو زيت تصل تكلفتها إلى 3750 ليرة سورية.

المجموع النهائي لمونة المكدوس وصل إلى 14425 ليرة سورية، وإذا افترضنا أن كل كيلو باذنجان يضم ثمانية حبات، فهذا يعني أن المونة هي عبارة عن 200 مكدوسة، ستكلف العائلة كل واحدة منها ما يقارب 72 ليرة، ولن تستطيع العائلة المكونة من خمس أشخاص من تناولها أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، بحصة مكدوسة واحدة لكل فرد.

ترك تعليق

التعليق