تحليل: شكوك تحوم حول طرح المركزي أوراقاً نقديةً جديدةً دون تغطية

أجرت "إذاعة أورينت" اتصالاً هاتفياً مع المحرر الاقتصادي في "اقتصاد"، إياد الجعفري، في سياق الجزء المخصص للاقتصاد في نشرتها اليومية. وطلبت تقييمه لقرار مصرف سوريا المركزي الأخير طرح ورقة نقدية جديدة من فئة الـ 1000 ليرة.

وكان حاكم المصرف المركزي أديب ميالة كشف عن نية المصرف طرح ورقة نقدية جديدة من فئة ألف ليرة، ولم يحدد المصرف الكميات التي ستطرح مشيراً إلى أنه سيضخ في السوق منها بمقدار ما يسحب منها، وبيّن حاكم المركزي أن ذلك يأتي بهدف تقليل الفئات الدنيا والحد من كثافتها في الأسواق وضمن المصارف، مشيراً إلى أن المصرف سيبتعد عن تسليم المواطنين هذه الفئات.

وفي معرض إجابته، أوضح إياد الجعفري أن تبرير حاكم المصرف لطرح الورقة النقدية الجديدة، له وجاهته نظرياً، فمع تراجع القوة الشرائية لليرة السورية، فإن الأوراق النقدية من فئة الـ 50 و100 و200 ليرة باتت تشكل عبئاً على المواطن السوري، نظراً للتضخم الكبير في الأسعار، والذي بات يتطلب حمل أوراق نقدية من فئات عالية لتيسير عملية التسوق والشراء.

لكن الجعفري عقّب بأنه رغم الوجاهة النظرية لتبرير حاكم المصرف، إلا أن هناك شكوكاً تحوم حول أن المركزي يطبع عملة جديدة دون تغطية بالدولار.

واستطرد الجعفري بأن ذلك يشكل عملية تجارية مربحة للمركزي، الذي يحصل يومياً على قيم حوالات السوريين، 8 مليون دولار تقريباً، بالدولار، ويعطيهم بدلاً منها، ليرة سورية، في حال لم تكن مغطاة بالدولار، فهذا يعني أن المركزي يحصل على الدولار مجاناً.

وأضاف الجعفري بأن الشكوك تزداد قوة بناء على ما ذكره دريد درغام، مدير المصرف التجاري السوري السابق، من أن سوريا لا تملك أجهزة مؤهلة لكشف التزوير في الأوراق النقدية الجديدة، مما يعني أن أديب ميالة كذب حينما تحدث عن أن طرح الورقة النقدية السابقة من فئة الـ 500 ليرة، كان لمكافحة تزوير العملة. وهو ما يزيد من الشكوك بأن نظام الأسد يطبع اليوم عملة سورية دون تغطية.

وفي إضافة خاصة لـ "اقتصاد"، ذهب الجعفري إلى أنه من الصعب تخيل أن ذات النظام الذي يسفك دماء السوريين يومياً، هو ذاته الذي يفكر في التقليل من كثافة الأوراق النقدية ذات الفئات الصغيرة، كي لا يُربك المواطن السوري بحمل كميات كبيرة من الأوراق النقدية!

يُذكر أن أديب ميالة، وفي حديث مع صحيفة الوطن المخلوفية، اعتبر أن "...كل ما أشيع سابقاً عن أن الخمسمئة الجديدة ستسبب زيادة معدل التضخم في الاقتصاد الوطني وزيادة في الكتلة النقدية يعتبر من قبيل الخطأ والتهويل والمبالغة لإثارة الهلع بين المواطنين حول قيمة الليرة السورية وقدرتها الشرائية عبر سعر صرفها مقابل العملات الأجنبية، على حين أن العملية عبارة عن إحلال أوراق جديدة بدلاً من القديمة".

وعلى تصريح ميالة ذلك، علّق الجعفري: "هل يملك المركزي اليوم رفاهية تبديل الأوراق النقدية السورية القديمة بأخرى جديدة، في الوقت الذي تشح فيه مصادر تمويل الخزينة المُتاحة بين يديه يومياً، بعد أن فقد معظم مصادر الغاز والنفط السورية لصالح "داعش"؟!، أم أن القضية مرتبطة بتحقيق ربح تجاري سهل عبر تبديل حوالات السوريين الآتية بالدولار، بليرة سورية غير مُغطاة!".

 

ترك تعليق

التعليق