السويداء محافظة محسوبة على النظام.. فقيرة وجائعة ومستكينة

حاول أبناء محافظة السويداء الخروج أكثر من مرة للتعبير عن استيائهم من ارتفاع الأسعار، لكنها بقيت محاولات خجولة لا ترتقي حد الاحتجاج.

المحافظة المحسوبة على النظام، والتي لم تشهد أي نوع من المواجهات العسكرية، تعاني من الالتهاب الحاد في أسعار المواد الأساسية الأمر الذي زاد من فقر أبناء المحافظة إلى جانب الاحتكارات، وفقدان العديد من السلع.

وعلى أبواب الشتاء يفتقد أهالي السويداء لمادة المازوت، ونادراً ما يتواجد بسعر 50 ألف ليرة للبرميل، لتساوي أسعاره بذلك ربع سعر البرميل في المناطق المحاصرة "200 ألف ليرة للبرميل".

وحال باقي حوامل الطاقة ليس أفضل من المازوت فالانقطاعات المستمرة والتي تتجاوز في أحيانٍ كثيرة العشر ساعات يومياً تجعلها شبه معدومة بالنسبة للعديد من الناس، كما أن أسعار المواد الغذائية تساوي ضعف ثمنها في دمشق، والحجة دائماً هي انقطاع وسائل النقل إلى السويداء.

استهانة في لقمة عيش المواطن تعيدنا إلى تاريخ المحافظة الاقتصادي مع النظام، وهنا يقول أحد الناشطين، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن السويداء تدفع ثمن صمتها واستكانتها للنظام مع أنها محسوبة عليه، فثلث سكان محافظة السويداء يعانون من الفقر الشديد "يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم"، أي ما يقارب 150 ألف شخص من أصل 550 ألفا.

ويضيف الناشط أن السويداء افتقرت طيلة العقود الماضية لأبسط حقوقها التنموية، وهو ما دفع بغالبية أبنائها إلى التطوع في الأمن والشرطة وغيرها من أجهزة الدولة، لضمان الحصول على الراتب الشهري، ففي غالبية العائلات ابن متطوع أو أكثر، مع العلم أن نسب التعليم مرتفعة، لكن البطالة أيضاً مرتفعة، كل ذلك جعل من المحافظة مجتمع منخور، ومخترق أمنياً لا يقدر اليوم على المطالبة بأبسط حقوقه المتمثلة في توفير السلع الرئيسية.

وبلفتةٍ متأخرة حاولت حكومة العطري التوجه جنوباً عبر عقد مؤتمرٍ للاستثمار في المنطقة الجنوبية لم يقدم ولم يؤخر في الحالة التنموية الرديئة للمحافظة حسب ما يشير خبير اقتصادي، فضل عدم ذكر اسمه، منوهاً إلى أن معظم المستثمرين آنذاك قالوها صراحةً أنهم غير قادرين على المغامرة في مشاريع تنموية واستثمارية في محافظةٍ تعاني النقص الشديد في الخدمات.

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن المعامل الموجودة في السويداء محدودة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة "معمل لعرق الريان ومعمل الأحذية ومعمل لصناعة السجاد"، وعصير الجبل استثمار خاص، ويضيف الخبير أن المحافظة اعتادت على الفقر والعوز وهذا ما يبني عليه النظام تعاطيه معها.

أما الآن، فالمحافظة المحسوبة على النظام غير قادرة على الاحتجاج ومن المرجح أن تتضاعف أرقام الفقر فيها كحال غالبية المحافظات السورية، لكن مع فارقٍ بسيط أن فقرها غير ناتج عن عمليات عسكرية أو مواجهات دامية، ففقرها يأتي نتيجةً طبيعيةً لاستكانتها، حسب ما يختم الخبير الاقتصادي.

ترك تعليق

التعليق